كشف شريط فيديو بثه موقع «يوتوب» في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأربعاء استعمال عناصر الأمن والجيش الجزائري رصاصا حيا وقنابل مسيلة للدموع لقمع مئات الشباب الجزائريين الذين نظموا مظاهرات عارمة بالعاصمة احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية لفئات عريضة من المواطنين. ويرسم الشريط الذي تبلغ مدته حوالي سبع دقائق صورة قاتمة عن الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي أضحت تعيشه الجزائر منذ اندلاع هذه الاحتجاجات والمظاهرات الأخيرة، التي كان أخطرها ما شهدته أكبر شوارع العاصمة باب الواد و باكور ليلة الأربعاء من مواجهات عنيفة أطلقت خلالها القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفرقة مئات الغاضبين من سكان الجزائر العاصمة، وذلك بسبب الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم البطالة وتنامي السكن العشوائي واستغلال عائدات النفط والغاز لمآرب شخصية. وكانت مجموعة من الأوساط الجزائرية، خصوصا الشبابية منها، قد دعت إلى تنظيم مسيرة سليمية حاشدة، ولكن السلطات الجزائرية منعتها، مما حولها إلى مظاهرات انطلقت من باب الواد و امتدت لعدة أحياء بالعاصمة، خرج خلالها مئات الشباب، احتجاجا على هذا الغلاء في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الاجتماعية، فتدخلت عناصر الأمن بقوة لتفرقتهم بإطلاق عيارات نارية، وتمت محاصرتهم بعد أن أغلقت قوات البوليس جميع المعابر والطرق فارضة طوقا أمنيا على الأحياء والشوارع المؤدية إلى وسط العاصمة، وشرعت في إطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي على المحاصرين. وخلف هذا التطويق كما نقلت ذلك أشرطة الفيدو المبثوثة في بعض المواقع بالشبكة العنكبوتية العديد من الضحايا، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تجوب مختلف شوارع وأحياء العاصمة، واشتعال النيران وتصاعد ألسنة الدخان في العديد من المؤسسات والمباني والمنازل وحرق عدة سيارات تابعة لمصالح الأمن وإضرام النيران في العجلات المطاطية . وكانت الجزائر قد شهدت طيلة هذا الأسبوع مظاهرات واحتجاجات جماهيرية، وعرفت تصاعدا ليلة الأربعاء ينذر بمزيد من تأزم الأوضاع وتنامي الاحتقان الاجتماعي، مما يعيد سيناريو حدوث انزلاق أمني شبيه بما حدث في 5 أكتوبر 1988 واردا. وارتباطا بالموضوع، فقد قامت السلطات الجزائرية باعتقال الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بلحاج رفقة ابنه الأصغر يوسف وشخصين آخرين بعد أن توجهوا إلى الأحياء التي تشهد هذه الاحتجاجات بكل من باب الواد وبلكور وساحة الشهداء وأحياء أخرى بعد أن سبقها إلقاء علي بلحاج كلمة في حي باب الواد أمام جمع من المتظاهرين.