ناشد المفكر الاسلامي السويسري طارق رمضان الشباب المسلم في سويسرا واوروبا بضرورة الظهور بصورة ايجابية في المجتمعات التي يعيشون فيها وأن تكون لهم مساهمات واضحة فيها. واكد رمضان في كلمة له أمام مؤتمر (الشباب المسلم في سويسرا) عقد الليلة الماضية "اهمية المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية لاثبات الذات والحضور في تلك المجتمعات التي نشأ الشباب المسلم فيها وأصبح جزءا منها". وقال انه "ليس كافيا أن يسعى ابناء المسلمين للالتحاق بالجامعات بل يجب عليهم أيضا مواصلة البحث والدراسة وصولا الى العمل بالتدريس في السلك الجامعي الاكاديمي". وطالب المسلمين بالخروج من "عباءة ضحايا العنصرية وكراهية الأجانب وتأكيد حضورهم في المجتمعات الأوروبية بالاحترام المتبادل وتطبيق تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وعدم الشعور بالتعالي على الاخرين". وفي الوقت ذاته انتقد رمضان حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد ووصفه بأنه "يعمل ضد قيم سويسرا المبنية على التعددية الثقافية". يذكر أن مجلة (تايم) الأمريكية صنفت رمضان كاحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم هذا القرن وله العديد من الكتب والمقالات والأبحاث حول الاسلام في الغرب والفكر الاسلامي الحديث كما يعمل استاذا في جامعة (اكسفورد) البريطانية ومستشارا لبعض الحكومات الأوروبية حول شؤون وأوضاع الجاليات المسلمة في الغرب. من جهته طالب النائب البرلماني السويسري دانيال فيشر الشباب المسلم بضرورة الدخول في العمل السياسي والانضمام الى الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والخروج من قوقعة الانكماش على الذات. ودعا فيشر في كلمته أمام المؤتمر الى مواجهة الصور النمطية السلبية التي تتسم بالعنصرية ويروجها البعض ضد المسلمين في الغرب بشكل عام. في الوقت ذاته انتقد فيشر سياسة منح الجنسية السويسرية التي تضع شروطا وصفها بالقاسية لمن يريد الحصول عليها. ويعيش في سويسرا نحو 400 الف مسلم أغلبهم من دول منطقة البلقان وتركيا ويمثلون نحو 5ر4 في المئة من تعداد السكان في البلاد كما اصبح الاسلام ثاني الديانات حضورا في سويسرا بعد المسيحية لكن السلطات لا تعترف بالدين الحنيف كأحد الأديان الرسمية في البلاد. وتؤكد التقارير الأمنية الرسمية هنا أن الجالية المسلمة بعيدة تماما عن التيارات المتعصبة أو المتطرفة الا أن اليمين المتشدد يحاول دائما اثارة المخاوف من الجالية ويدعو دائما الى التشكيك في اندماجها بالمجتمع ونجح في الحصول على موافقة الناخبين باضافة بند في الدستور السويسري يحظر بناء المآذن في سويسرا.