في العدد الأخير (6) من أسبوعية "أوال" المغربية، وفي ركنه: "كلمات خارج الصورة"، "خرج" الكاتب الصحفي، السوداني/ المغربي، عما اعتاد أن يكتبه (في نفس الركن) عن الرباط وسلا و"باليما" وشارع محمد الخامس و"السويقة" وشاي الاوداية ومراكب أبي رقراق... بأسلوبه الطريف الجميل، ليتحدث، كسائح، عما يسميه "المغرب العميق"، عن "خبز أرفود اللذيذ" و"رمال مرزوكة الزاحفة" . بالنسبة للخبز، يتوقف الكاتب عند الفرن "التقليدي" ، في أحد فنادق أرفود، الذي تعِدّ فيه وبواسطته "فاطمة دادا" "أرغفة خبز كبيرة الحجم من القمح الخالص. تضع عجينة الخبز بحنو داخل الفرن الذي بني من الطين والحجر. تنتظر ولا تتعجل. طبيعة المنطقة علمتها التمهل . تسحب رغيف الخبز الذي نضج، بأداة خشبية. تسحبه برفق وحنو. تضعه في سلة قش وضعت بجانب الفرن . تعمل بصبر وابتسامة لطيفة على محياها . تَذوّقْنا الخبز، ووجدنا له مذاقا مغايرا (....) منطقة تختزن تاريخا وتراثا وعادات وتقاليد . منطقة تمثل "المغرب العميق" (....) زبائن الفندق من الأوروبيين خصوصا الإسبان والفرنسيين . السياح العرب لم يصلوا إلى هنا . لا أحد يعتقد أنهم سيصلون ...." أما في مرزوكة ، فيتوقف طلحة عند ما هو معروف عند أهل المنطقة ، الرمال، الكثبان، الإبل، روعة غروب الشمس، زي السكان، تناول الشاي تحت الخيمة، دفن الأجساد في الرمال... كما يتوقف عند زيارة هيلاري كلينتون وابنتها للمنطقة في خضم قصة زوجها الشهيرة مع مونيكا ... "... بدت مرزوكة واحدة من أجمل بقاع الأرض . هي بالفعل كذلك . رحنا نتأمل غروب الشمس وهي تسقط وراء الأفق . كان منظر قرص الشمس وهو يتوارى وراء تلال مرزوكة رائعا وبديعا وساحرا . انتشرت خيوط المغيب المائلة للاحمرار خلف الكثبان، وبدا كأن هناك خصاما نشب بين السماء والأرض في تلك اللحظة الرائعة... المشهد تعجز اللغة بكل أسرارها عن وصفه..." طلحة جبريل، كاتب وصحفي سوداني مقيم بالمغرب ، درَس في الجامعة المغربية ودرّس فيها . عمل في الصحافة المغربية (العلم، الميثاق...) ورأس تحرير بعض الجرائد الوطنية (المنعطف، الصباح، الحركة...) وشغل منصب مدير مكتب جريدة "الشرق الأوسط" بالدار البيضاء ثم بواشنطن . حاضر في الجامعات المغربية عن الصحافة، كما عقد ندوات وقدم محاضرات بالولاياتالمتحدة عن السودان والوطن العربي.... في الصيف الماضي، نشر، في جريدة "المساء"، حوارا/فصولا متسلسلة عن تجربته الصحافية، تحت عنوان: "صحافة تأكل أبناءها"، وله كتاب عن الروائي السوداني الراحل، صاحب رائعة "موسم الهجرة إلى الشمال" يحمل عنوان "مع الدرب" ، كما له كتاب آخر عن تجربته في الولاياتالمتحدة بعنوان "سنواتي في أمريكا" . طلحة جبريل متزوج من مغربية .