كثر الحديث عن الإسبان فكل تطرق لأحداث العيون من الزاوية التي تناسب مخيلته ومرجعيته فنحمد الله أولا على تفكيك ذلك المخيم ومرور تلك العملية بسلام ونترحم ونقرأ الفاتحة على شهداء الواجب الذين غامروا في تلك العملية وهم مجردون من وسائل الدفاع ويعزى ذلك الى نيتهم في استجابة أهل المخيم لأوامر السلطات مع وفاء هذه الأخيرة بتحقيق وعودها. ونحمد الله كثيرا على وقوع هذه الأحداث في الوقت المناسب حيث عملت الأحداث السالفة الذكر على تعرية وتوضيح الرؤية للجميع فأصبحنا بفضلها نميز بين الصديق والعدو وبين الغفلة والحذر والمكسب الذي جنيناه عقب هذه الأحداث هو تحريك ولأول مرة ملف احتلال سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة فضدا للتاريخ والجغرافيا ظلت مدينتي سبتة ومليلية مسجونتين ولا أحد يسمح له بالحديث عن استرجاعهما فيا لروعة الأصداء التي اندهشت لها جدران مجلسي النواب والمستشارين فلأول مرة في تاريخ المؤسسة التشريعية تسمع أصوات رؤساء الفرق النيابية وهي تستجيب وتتناغم وتنسجم مع نبض الشارع وتعلن بصوت واحد نحن أمة حرة – نحن أمة واحدة – نحن أمة متماسكة لا تخضع لتوصيات الأحزاب الاسبانية بل تعترف فقط بالشرعية الدولية فلا نستغرب من كيد الكائدين ولوم الحاسدين فنحن نتوفر على أعرق ملكية في العالم شغلها الشاغل إطلاق الأوراش التنموية الكبرى والوقوف على الإصلاحات الضخمة وتسريع وتيرتها لأنها بمثابة القلع الصامدة والشامخة، ثم تعبئة العنصر البشري الذي يعد مفتاحا لكل خير واستغلال كل الإمكانات وما تزخر به أرضنا من خيرات وتوظيف كافة الطاقات من أجل كسب الرهانات ورفع التحديات. ونحن من هذا المنبر نقترح تأسيس مركز استراتيجي لملف الصحراء و تعطى مسؤولية تدبير شؤونه للأستاذ بنعتيق.