رأي القدس كشفت وثائق ويكيليكس ان السفير الامريكي السابق في بغداد زلماي خليل زاد شعر بالحرج بسبب الطريقة التي اعدم فيها الرئيس الراحل صدام حسين، خصوصاً قول أحد الحراس له 'اذهب الى الجحيم'، وقيام بعض المتواجدين اثناء تنفيذ عملية الاعدام بالتقاط صور عبر هواتفهم النقالة. السيد خليل زاد الامريكي الافغاني الأصل، الذي كان في فترة وجوده سفيراً في بغداد الحاكم الفعلي للعراق، شعر بالحرج لأن بعض الحراس تهجموا بطريقة بذيئة وغير انسانية على رئيس يقف امام المقصلة، ولكن لم يكن حاله كذلك عندما اقر المحاكمة المهزلة التي اصدرت حكم الاعدام، او عندما غزت بلاده بلداً سيداً مستقلاً عضوا كامل العضوية، بل عضوا مؤسسا للأمم المتحدة، بناء على اكاذيب وخداع. فعندما تتعامل امريكا مع اناس طائفيين حاقدين ماذا تتوقع منهم غير مثل هذه التصرفات غير الاخلاقية وغير القانونية، وهي اساساً، اي الولاياتالمتحدة وحكومتها، لم تتصرف بطريقة قانونية او اخلاقية، وانما بطريقة المنظمات الخارجة على القانون. السيد منقذ الفرعون نائب المدعي العام الذي حضر عملية الاعدام هذه، قال انه شعر 'بالعطف' على صدام حسين وهو يراه 'يرتجف' في قاعة الاعدام مغطى الرأس، ومقيد اليدين، مشيراً الى انه كان يتصرف وكأنه لا يزال رئيساً. انه الكذب مرة اخرى، فكيف يرتجف ويتصرف كرئيس في الوقت نفسه، تناقض فاضح لا يمكن قبوله، فقد شاهد مئات الملايين الرئيس العراقي الراحل وهو يتقدم الى حبل المشنقة مرفوع الرأس، مردداً الشهادتين، هاتفاً بحياة الأمة العربية، ومؤكداً على عروبة فلسطين وحريتها. الرجل رفض ان يرتدي القناع، وسمعنا جميعاً هذا الرفض من خلال التسجيل الواضح، فكيف يقول منقذ الفرعون انه كان يرتجف وهو يرتدي القناع؟ الغريب ان خليل زاد السفير الامريكي، وهو المسلم مثلما هو واضح من اسمه واصله، تساءل عن اسباب اعدام الرئيس الراحل صبيحة عيد الاضحى، وكأنه لا يعرف حجم الإهانة التي يمكن ان تلحق بعشرات الملايين من العراقيين والمسلمين في مختلف انحاء العالم، وكأنه لم يكن باستطاعته تأجيل عملية الاعدام هذه، والكل يعلم ان حكومته هي التي سلمته لجلاديه قبل موعد التنفيذ بساعات معدودة، واستدعت محاميه السيد عبد الودود لتسلم آخر متعلقاته من مصحف كريم وسجادة صلاة وبعض الأوراق الشخصية. الامريكيون هم الذين سمحوا بالتصوير، تماماً مثلما فعلوا عندما عرضوا نجلي الرئيس الراحل شبه عاريين امام عدسات التلفزة العالمية بعد مقتلهما، حتى يثبتوا للعالم انهما فارقا الحياة. فالمحتل الامريكي كان يريد ان يؤكد ان الرئيس العراقي فارق الحياة، قطعاً لأي شكوك حول استمراره في قيادة المقاومة. الحكومة الامريكية تتحمل المسؤولية المطلقة ليس فقط عن عملية الاعدام والمحاكمة التي اصدرت الحكم، والتجاوزات التي حدثت في غرفة المقصلة، وانما ايضاً عن كل الكوارث التي لحقت بالعراق، ابتداء من استشهاد مليون من ابنائه وتيتيم اربعة ملايين طفل، ومروراً بتمزيق نسيجه الاجتماعي والجغرافي، وانتهاء بإغراقه في حرب طائفية دموية مدمرة.