البوليساريو يتراجع بعد تطويقه حقوقيا وإعلاميا من طرف المغرب، والموقف المتصلب للحزب الشعبي الاسباني من أحداث العيون ما هو إلا مناورة انتخابية ومحاولة لاستعطاف الخزينة الجزائرية، بما أن أسبانيا على أبواب أزمة مالية، إلى ذلك تحركت عدة عواصم عربية وأفريقية وأوروبية للتضامن مع المغرب، وجهات أخرى للوقوف إلى جانب الجزائر التي أرسلت لنا لقطاء ومخربين وقتلة، لكن ؟ وتناغما مع الضغوطات الدبلوماسية الجزائرية والاسبانية، وجه بعض شيوخ القبائل الصحراوية رسائل استعطاف إلى السلطات المحلية وجهات عليا ، يرجون من خلالها إطلاق صراح المخربين والمرتزقة الملثمين الذين عاثوا فسادا في مدينة العيون المغربية ، وحرقوا ودبحوا وهم ملثمين ومتحمسين، وكأن الأمر يتعلق بنزوة واحتجاجات عادية كتلك التي تقع هنا وهناك بمطالب اجتماعية عادلة . لكن هؤلاء أحرقوا أملاك الشعب المغربي، وخربوا مؤسسات حكومية بنهب غريب كما وأن التعليمات التي تلقوها من الجزائر هي العمل على إلحاق أكبر الضرر بالمغرب في العتاد والأرواح، إذن هم مرتزقة خونة مسخرين لغرض سياسي معين، لا صلة لهم بالمغرب ولا بالصحراء، لقطاء العسكر الجزائري ، وبقايا الصليب الاسباني LA SANTA CRUZ ها وقد أصبح الصراع على أشده بين المغرب وبين المرتزقة والجزائر وأسبانيا ... وتبين الغث من السمين، وأن أمن الوطن كاد أن يصبح في مهب الريح لولا الألطاف الإلاهية ويقظقة الأجهزة المغربية والتي تستحق منا كل التقدير والاحترام، وقد ضحى المغاربة ب12 من جنودنا الذين امتدت إليهم يد الغذر الحاقدة بصورة بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا كان لا بد على كل مغربي أن يدرك أهمية هذه الوضعية الدقيقة من حياة الشعب المغربي، ولنصحح خطأ ارتكبناه بإعلان حسن النية وعليه : قرر المغاربة تشكيل جبهة داخلية من كل المواطنين من وجدة إلى لكويرة، ترحمنا على شهدائنا ونحن في حزن عميق، واليوم وأكثر من أي وقت مضى نتمسك بسايدتنا على كامل صحرائنا ، ونحن قادرون على حماية أمننا ووطننا، ولسنا في حاجة إلى استعطاف من هذا وذاك، فالذي دخل تحت عباءة "إن الوطن غفور رحيم وغذر وخان وتجسس وخرب لا نرحمه ، وسننبذه ونقاطعه ونحاربه بدون هواده ، ولسنا في حاجة إلى دروس من إسبانيا التي ما زالت أيديها ملوثة بدماء مواطننيا ... ولسنا في حاجة إلى نصير مجامل ومنافق يدعي المغربة معنا وقلبه مع المرتزق والملثم اللقيط الحقير، وهو يذل أهلنا ويستنزف خيراتنا وثرواتنا . بعد هذا الخلل الكبير الذي أصاب مسيرة الهدوء والنماء والاستقرار، وبعد المطالب الصعبة التي أعلنها المرتزق الملثم اللقيط : أولا : أصبح من اللازم ومن الواجب القطيعة مع كل الأساليب السابقة التي احتدمت وتفاعلت بشكل خطير بعدما تبين أن الولاء كان للدرهم والمحروقات وبيع الرمال والسمك . ثانيا : المضي قدما بمشروعنا الوطني الشامل الرامي إلى ترسيخ الجهوية الموسعة عبر كل التراب الوطني ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب . عندها لا يمكن في مقدور أي حقير مهما علا شانه أو هدد أو استقوى بالخارج أن يحرجنا أو يعطل عجلة تنميتنا. ويبقى الوطن فوق الجميع، فلا يمكن أن يكون الوطن رؤوفا رحيما مرتين!؟