تاريخ إيران مليء بالعديد من الأحداث التي تشمل إحتجاجات شعبية وإنتفاضات وثورات شاهدناها تكرارا على مرّ الزمان, تتباين فيها بطوليات وتضحيات شعب مكبل من حين إلى آخر في مواجهة طاغوت أو إستبداد أو إحتلال.واليوم أصبحت الإنتفاضة الشعبية الإيرانية طارة أخرى نموذجا عالميا في مواجهة الطغاة الحاكمين في إيران ورغم المضي أكثر من سنة منذ إندلاعها في حزيران العام الماضي أصبح الحديث عن إيران متلازما بوجود مفردة الإنتفاضة الشعبية والشعب الإيراني بجنبيها. وكما أن الصور للإنتفاضة والأفلام لها التي أرسلوها المنتفضون والمحتجون الشباب الإيرانيون إلى الإعلان العالمي تعكس أن هنالك همم تصر على إنهاء الفاشية الدينية الحاكمة عليها.ومن ثم, أعتقال وإجتياح وإغتيال وتملئ السجون وتشديد القمع والتعذيب والرجم وقطع أذرع المعتقلين وإزدياد الإعدامات, فمن رأى ما جرى بخلف جدران تلك السجون الرهيبة من إفين وغوهردشت وكهريزك وفي سجون مستطرة أخرى من تعاذيب لا يخطر ببال .أفليس من يعدم بالسجن كان ما تحمل من ضربات وتعاذيب وجرائم هؤلاء الجلادين بجرد دليل على قبله, بما أنه كان يحمل الوثائق على جسمه الجريح. فهذا هو ثمن الحرية ما يدفعونه الأبطال الإيرانيون بأكثر من ثلاثين عاما في مواجهة الملالي وذلك عقاب بحق من يرفض التعامل والتعاون مع ذلك النظام وعقاب بحق شاب يتجرأ على إلقاء حجارة إتجاه الذين سرقوا منه حياته أي قوات الحرث الثوري والبسيج, الذين كانوا يعذبونه ويعذبون عائلته منذ أن يقتح عينيه. فأية رسالة طاغوت بأن ”الترهيت في الصغر كالنقش في الحجر ” هم الجلادون يعملون على تدمير الشباب الإيرانيين من الداخل من أجل أن يتخلى الإنسان من إنسانيته كل يجري لإثارة الرعب والتخويف على شعب لايزال صامدا لئلّا يعرف حاكما إلا الملالي وليكون نظام ولاية الفقيه آخر العالم بالنسبة لهم. أما النتيجة, هو شاب إيراني قائم على شوارع طهران يهتف بقوة وجلاء الموت للخامنئي فليسقط نظام ولاية الفقيه أصلا. لا تنازل ولا تفاعل ولا تصالح أمام الحرث الثوري والبسيج والملالي بل يتوحد الإخوه نحو تحقيق حلم الوطن فهو إعادة الحرية والديمقراطية للذين يستحقونها من زمان.وإننا العرب كما أن قلوبنا كانت ولاتزال مع الشعب الإيراني المظلوم دوما حتي تحرير إيران من شر هؤلاء الطغاة, وكل حين نسمع عن معاناة الشعب الإيراني فلنا النتجة واحدة: كراهية تزداد وحقد لايزول إلا بزوال الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.