"«لبنان ساحة لقتال النصارى... واليهود» وفق الظواهري فهل تبقى دمشق بعيدة عن التدخل؟ «القاعدة» تستهدف «اليونيفيل» وتحارب «حزب الله» أي أهل «الرافضة» كما يصفون الشيعة هل يتحول لبنان من ساحة نصرة الى ساحة جهاد لتنظيم القاعدة وعلى خلفية اننا اتينا عبر لبنان واليه نعود، خصوصا وان البلد الصغير شكل ساحة مثالية للجهاديين الذين قصدوه من كل حدب وصوب، ومن جنسيات مختلفة، توارى بعضهم في المخيمات الفلسطينية، واخرون اعتصموا في الازقة والاحياء الشعبية لطرابلس، ومنهم من كفر الجميع حتى اهل السنة ورحلوا نحو معاقل جردية في مناطق الضنية وغيرها، وتواجهوا مع الجيش عشية العام 2000 بقيادة بسام الكنج الملقب ابو عائشة، وكان هدف هؤلاء الجهاديين خوض المعارك ضد جيوش النصارى والصليبيين غداة الغزو الاميركي للعراق، وقد راكموا خبرات واسعة في قتالهم ضد الجيش السوفياتي في افغانستان، والتي منحتهم اسمها ودفعتهم بطابعها لحى ولباسا اثر غزوة نيويورك في 11 ايلول عام 2001 وانهيار امارة الملا عمر الاسلامية تحت ضربات قوات الحلف الاطلسي في كابول، تفرق اهل القاعدة فتموضع من وجد له ملاذا على الحدود الافغانية الباكستانية ليتابع «الجهاد» ضد الصليبيين وفق توصيفهم ومن كتب له النجاة بعد سقوط نظام الملا عمر، توجه القسم الاكبر منهم الى ثغر العراق، ليقودوا حربا طاحنة واقتتالا ضاريا بين السنة والشيعة قبل ان تتشكل «مجالس الصحوة» العراقية، لتستعيد زمام الامور من القاعدة بشن حرب قاسية ضدها، بحيث تعتبر بعض الاوساط الميدانية المواكبة ان مقتل قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي شكل نقطة تحول مفصلية في عمليات التنظيم المذكور، لا سيما وان الانقلاب السني ضدها في العراق وتحالفه مع القوات الاميركية اوهن عزيمتها، واضعفها حتى التلاشي في ظل العمليات الكثيفة ضدها من قبل مجالس الصحوة مدعومة بالجيش الاميركي والقوات العراقية الناشئة، مما جعل تنظيم «القاعدة» يعمل للانتقال الى لبنان، وجاءت رسالة ايمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، التي تعتبر ان لبنان «ساحة محورية لقتال النصارى واليهود» لترسم الهدف التالي «للقاعدة» وتحت حجة عنوان رفض القرار 1701 الذي اوقف الحرب بين «حزب الله» واسرائيل والهدف المذكور يركز على اعتماد لبنان ساحة جهادية، وغاية «القاعدة» تحقيق مجموعة اهداف اولها استهداف قوات «اليونيفيل» ومحاربة «اهل الرافضة» وفق توصيفهم العقائدي «لحزب لله» وقتال اليهود والنصارى ولعل اللافت ان «القاعدة» لم تنفذ عبر تاريخها عملية واحدة ضد العدو الاسرائيلي. بعض المصادر الميدانية تتساءل ببساطة مطلقة، هل تزحف «القاعدة» نحو لبنان ام لبنان يذهب نحو «القاعدة» وسط تنامي النزعات الاصولية المتطرفة وارتفاع منسوب الشحن المذهبي والطائفي وانفلات الحبل الامني على غاربه اثر تداعيات احداث 7 ايار والصراع حول المحكمة الدولية وحول اولوية محاكمة شهود الزورالذين اساؤوا الى العلاقات اللبنانية السورية وفق كلام رئيس الحكومة سعد الحريري وما حصل ويحصل من عزف على وتر «الاينرغا» الليلي بين بعل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس وارتفاع اصوات بعض اوساط التكفير والتطرف الاسلامي المطالبة «باقتلاع الدمل» وفق طروحات بعض السلفيين في وصفهم لجبل محسن، ما قد يحتم دخولا سوريا على الخط، لا سيما وان اثارة النعرات المذهبية في الشمال، يخشى النظام السوري العلماني بامتدادها الى خارج الحدود اللبنانية، اي الى سوريا نفسها وسط تعاظم قوة التيارات السلفية المتطرفة حجماً وتمويلاً، مما يثير الكثير من المخاوف لدى بعض الاوساط الشمالية السلفية التي تصرّح في حلقاتها الضيقة انها لا تستبعد ان يستفيق الشماليون فيجدون الدبابات السورية في «ساحة النور» في طرابلس وعلى طريقة اجتياح الروس لجورجيا وربما بغطاء اوروبي وغربي بعدما بات الشمال معقلا مهيباً من المعاقل السلفية التي يتحكم بمعظمها طابع التشدد. والسؤال المطروح في اروقة الازمة هل يكون صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التوقيت المناسب لايقاظ خلايا «القاعدة» من قبل المعنيين بها، وهل باتت الساحة اللبنانية مهيأة وناضجة لعملياتها النوعية والتي تعتبر العبوة التي استهدفت العسكريين في طرابلس احدى بصماتها النافذة، وهل كتب على اللبنانيين الاقتتال حتى يوم القيامة. كثيرة هي الاسئلة اما الاجوبة فمتواضعة وربما تداعيات القرار الظني المنتظر ستجيب عليها.