عملية إحصاء المجازين العاملين بالإعدادي والإبتدائي توشك أن تنتهي. وليس معلوما الخيار الذي ستتبناه الوزارة في التعامل مع قضية هذه الفئة المظلومة .لكن ما هو معلوم حسب بعض التسريبات المنبعثة من مقربين من أصحاب الحل والعقد أن الوزارة ستعمل على تغيير إطار المجازين المتضررين جميعا بالتدرج وعبر دفعات من خلال تعبئة مطبوع سيوزع لهذا الغرض وسيعمل المجازون الراغبون في تغيير الإطار على تعبئته. ويبدو أن الوزارة ستتبنى ذلك الخيار عوض إجراء المباراة ليس رضوخا لضغط المجازين أو أية جهة أخرى وإنما لأن إجراء المباراة سيوقعها في مأزق كبير سيستعصي عليها الخروج منه..ذلك أن الدراسات الميدانية أثبتت أن المجازين العاملين بالابتدائي والاعدادي المستقرين في مقرات عملهم خصوصا في الحواضر حيث الثانويات التأهيلية لن يشاركوا في أية مباراة مهما كانت شكليتها لأنهم لا يريدون تغيير مقرات عملهم ولا يريدون أن يصبحوا أداة طيعة لسد الخصاص بمؤسسات قد تشردهم وأسرهم ، كما أن مجازين آخرين قد ألفوا العمل بالإبتدائي والإعدادي بعد أن هضموا المقررات الموكول إليهم تدريسها فهم بالتالي ليسوا على استعداد للمغامرة وخلق متاعب إضافية قد تكون لها تداعيات صحية ونفسية في ظل الواقع التعليمي المتدهور ، بالإضافة إلى ذلك فهناك فئة من المجازين القدامى الذين حتما لن يشاركوا في أية مباراة لأسباب متعددة لا يسع المقام لذكرها. وفوق هذا وذاك فإن المجازين كافة تساورهم القناعة في أنه لا إنصاف بشرط ، فكيف يعقل أن يقبل المجاز الناضج المتعلم الذي يحمل شهادة علمية عليا أن ترد إليه الوزارة حقه الشرعي والمشروع عبر فرض شرط عليه..فلا مظلوم يقبل بذلك حتى ولو كان غير متعلم..إن الوزارة تعلم أن المجازين الذين يطالبونها بإنصافهم سيظلون متمسكين بذلك ولن يهدأ لهم بال حتى ينالوا حقوقهم المنهوبة ...ولعله من الواضح أن الوزارة تدرك أن الفئة الوحيدة التي يمكن أن تستجيب لشرطها هي فئة المجازين الذين يعملون في قرى نائية وصعبة وهذا هو السر في تردد الوزارة في إجراء المباراة وتصريحها أثناء الحوار مع اللجن الموضوعاتية أنها ستبحث عن صيغة أخرى ترضي الجميع..إن الوزارة تعلم أن الفئة الوحيدة التي يمكن أن تستجيب لشرطها هي فئة المجازين العاملين بالإبتدائي خصوصا العاملين في مناطق نائية وصعبة ويبحثون عن أي خشبة يتمسكون بها لإنقاذ أنفسهم مما هم فيه من معاناة..والوزارة تدرك ذلك جيدا وتدرك كذلك أن هذه الفئة من المجازين العاملين في مناطق نائية سوف تنجح في تلك المباراة الشكلية وسوف ترفع بعد ذلك من احتجاجها قصد تنقيلها الى الثانويات التأهيلية المتواجدة في المدن والمناطق الحضرية ، وهذا الأمر إن تم فسيكون له تداعيات خطيرة لأن المدارس الإبتدائية المتواجدة في المناطق النائية ستجفف من أساتذتها المجازين الذين يشكلون عددا لا يستهان به وبالتالي فإن الوزارة ستكون سببا في إحداث خصاص غير مسبوق في ظل شح التوظيف وسيزداد وجع رأسها وستندم شر ندم على ما أقدمت عليه . إن الوزارة تعلم علم اليقين أن المباراة الشكلية التي يبدو أنها تراجعت عنها بعد دراسة ميدانية لها تبعات كارثية قد تزيد من تدهور الوضع وترفع من منسوب الإستياء والتذمر في صفوف المتضررين ، لأجل ذلك فلم يعد أمامها من خيار واحد وهو : 1-أن تعمل على إدماج مجازي السلم 9 في السلم 10. 2- أن تعمل على فتح باب الترقي إلى خارج السلم بالنسبة للمتراكمين في السلم 11. 3- أن تعمل على تغيير إطار من رغب من المجازين عبر إرسال مطبوع يعبأ في هذا الشأن . 4- أن تعمل على إرجاع مستحقات سنوات التعب إلى أصحابها. وختاما نقول إن نضال الأساتذة المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي سيستمر ولن يهدأ لهم بال حتى ينصفوا وينعموا بالمساواة والعدالة التي يقرها دستور البلاد.