إن الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة، المجتمعة يوم الأحد 15 نونبر 2009، تثمن عاليا المضامين التي جاء بها خطاب أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، وتعتبره خطابا تاريخيا وسياديا بامتياز، وتعتبر ما ورد فيه خارطة طريق للعمل الوطني المرتبط بإكمال مسلسل الوحدة الترابية وبناء صرح البلاد، وتجديد العهد والإجماع الوطنيين. كما يجدد حزب النهضة والفضيلة دعمه المطلق لمشروع الحكم الذاتي باعتباره مصلحة وطنية عليا تنتهي معها الأساطير المؤسسة للعصابات الانفصالية، وهو مصلحة مغاربية عظمى تتحقق من خلالها وحدة المغرب الكبير بما فيها من فرص للتكامل الاقتصادي وإمكانيات الإقلاع المشترك، كما أن مشروع الحكم الذاتي مصلحة إسلامية مثلى حين يدعو إلى رأب الصدع وإصلاح ذات البين وجمع شمل أبناء الوطن الواحد، ناهيك على تحقيقه لمصلحة عالمية بالاتفاق على إرساء دعائم السلم بالمنطقة وإنهاء التوتر. إلا أننا نسجل بأسف شديد، ردود الفعل السيئة للصحافة الجزائرية من خلال ما نشرته بعد الخطاب الملكي السامي، وهي ردود فعل تنسجم مع التوجهات العدوانية للحكام الجزائريين تجاه المغرب، في بحثهم عن منافذ لتصدير أزمات الجزائر الداخلية، والتنفيس عن الاحتقان الذي يعيشه الجزائريون من جراء سيطرة الطغمة العسكرية على خيرات وموارد البلاد، ولهذا فقد مردوا على عرقلة كل المساعي ومشاريع الحلول المغربية التي تنتهج سبيل الحكمة والتبصر، وتتغيى الخروج من حلقة الصراع المفرغة والدخول إلى الأفق التنموي الرحب من خلال تحقيق التشارك والاندماج، ومن ضمن إجراءات العرقلة الرفض الجزائري المتواصل لفتح الحدود مما يعد إشارة غير أخوية تجاه جار شقيق، في الوقت الذي دأب فيه المغرب على اجتناب كل السبل المؤدية إلى التوتر بما فيها التنازل عن حق المطاردة الذي يكفله القانون الدولي عندما يتم انتهاك حرمة الأراضي المغربية والدخول إليها من طرف فلول العسكر الجزائري مثلما حدث بإقليم فكيك ومدينة أحفير. وانسجاما مع مضامين الخطاب الملكي السامي، فإننا ندعو الأحزاب السياسية إلى مواكبة الرسالة الملكية الحازمة والواضحة، كما أن هيئات المجتمع المدني مدعوة إلى التعبئة الشاملة من خلال تشكيل خلايا اليقظة من أجل القضية الوطنية، وتنظيم الملتقيات والمهرجانات المشتركة بعيدا عن الحسابات الظرفية والحساسيات الضيقة. وفي الوقت الذي تخوض فيه أحزاب اليسار الأوربية حربا مفتوحة على وحدتنا الترابية، فمن الواجب على أحزابنا اليسارية التي تجمعها المرجعية المشتركة مع هذه الأحزاب، أن تبادر إلى مواجهة هذه الحملة الشرسة ضد المغرب، فضلا عن الهيئات الممثلة للجالية المغربية المقيمة بالخارج والتي هي مدعوة أيضا إلى تكثيف الجهود من أجل التعريف بقضيتنا الوطنية. كما نجدد المطالبة بتفعيل الديبلوماسية الشعبية، وتوسيع دائرة المبادرات الهادفة إلى قطع الطريق أمام دعاة الفتنة والانفصال، وفتح قنوات التواصل مع الشعب الجزائري الشقيق البريء من سلوكيات الحكام وعنترياتهم، والقيام بخطوات عملية للإفراج عن أسرانا وأهالينا المحتجزين في مخيمات العار. ونؤكد على حق المغرب الثابت في استرجاع صحرائه الشرقية المغتصبة وضرورة تفعيل مسطرة المطالبة بتحريرها من الاحتلال الجزائري. وندعو كافة المواطنين، وخاصة أبناء أقاليمنا الصحراوية الغالية، إلى التحلي باليقظة والحذر من المحاولات الرامية إلى نشر الأفكار الانفصالية المتطرفة وبث الفرقة والنزاع بين أبناء الوطن الواحد. الأمين العام محمد خليدي