لم يكن العلماء الجزائريون الأجلاء نبراسا شامخا في العلم والزهد فحسب، بل كانوا منارة في الجهاد والصدع بالحق ومقاومة المحتل، فصاروا بذلك تاريخا مشرفا يحق للشعب الجزائري الشقيق أن يفخر به، من أجل هذا كله، ويقينا منا أن هؤلاء العلماء الذين لم يخشوا في الله تعالى لومة لائم، لن يتوانوا عن مساندتنا ونحن نعتزم على تنظيم قافلة سلمية وحضارية إلى مخيمات تندوف، من أجل رفع المعاناة عن إخوان لنا، مسهم الكرب والضيق والبأساء. انطلاقا من قوله تعالى: " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "، نوجه نداءنا لهؤلاء العلماء الأجلاء، مثلما وجهه علماؤنا من أجل أن يقفوا معنا في خندق واحد، ضدا على كل من يريد أن يفرق هذه الأمة، ويبعثر جهودها، ويقطع أوصالها، ويمزق أشلاءها، بخلق كيانات وهمية لم يكن لها أبدا وجود. انطلاقا من قوله تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " وقوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "، نوجه نداءنا لهؤلاء العلماء من أجل أن يكونوا، مثلما كانوا دوما، جدارا واقيا، وحصنا منيعا ضد كل من يكيد لهذه الأمة، وكل من يحيك ضدها المؤامرات. لقد بات التكالب العالمي على هذه الأمة بادي للعيان، والتآمر على دينه لا يختلف فيه اثنان، وعلى رأس هذه المكائد محاولة تقسيم البلدان الإسلامية إلى دَُوَيلات لا حول لها ولا قوة،حتى يسهل استعبادها واستنزاف ثرواتها، ولا أحد يستطيع أن يقف في وجه هذه المخططات الصهيونية، مثلما يستطيعه العلماء الذين سخروا أنفسهم لخدمة دينهم وأمتهم. قال الله تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.