قال محمد الغماري أستاذ جامعي وخبير في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية إن النظام العسكري الجزائري لن يتوقف على إبرام صفقات التسلح، بدليل ما تناقلته الأخبار على ألسنة مسؤولي النظام الجزائري، الذين يؤكدون عزمهم الرفع من ميزانية تسلح الجزائر برسم العام المقبل 2011، لتصل إلى 04,7 مليار دولار، بعد أن وصلت السنة الماضية إلى 5,6 مليار دولار، وكذا سعي حكام قصر المرادية إلى البحث عن شركات أسلحة جديدة في روسيا وأوربا، ما يؤكد رغبتهم في الاستمرار في تنويع ترسانتهم العسكرية، بالرغم من عدم رضاهم عن الصفقات الأخيرة التي وقعوها مع الدب الروسي. واستبعد الغماري في اتصال هاتفي مع رسالة الأمة، أن يكون لهذه الصفقات الكبيرة والضخمة ولهذا التسلح المتطور -عبر اقتناء منظومات "س 300 ب م أو 2" الصاروخية للدفاع الجوي و38 راجمة صواريخ من طراز "بانتسير س1" و185 دبابة من طراز "ت 90 س"، وشراء 16 طائرة تدريب وقتال من طراز " ياك 130- أي ارتباط بتنامي خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولا بالتهديدات والهجمات الأخيرة التي تعرضت لها الجزائر مؤخرا أو حتى التي يمكن أن تتعرض لها في المستقبل من قبل بعض التنظيمات الجهادية القابعة في الجبال الجزائرية أو الموجودة بالصحراء الكبرى، ولا حتى بالظروف الداخلية التي تعيشها الجارة الشرقية للمغرب، أو حتى بما تتوجس منه الجزائر دائما من أن تنتقل إليها عدوى الحروب الأهلية التي تشهدها بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء أو على على خلفية ما يحدث بولاية القبايل من تمردات ونزاعات قبلية، ولا انعكاسات فشل هدنة المصالحة مع بعض الحركات الجهادية بالجزائر. ووصف الغماري، في الاتصال ذاته، الميزانية الضخمة التي رصدت لتلك الصفقات بغير العادية، وبأنها لا تخدم بناء المغرب العربي ولا السلم والأمن الإقليميين، مقللا من وجاهة التبريرات التي قدمها المسؤولين الجزائريين بهذا الخصوص، تحت ذريعة "تحديث الجيش وتطوير الترسانة العسكرية ومواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بمكافحة الإرهاب" وفي المقابل ربط الغماري توقيع عقود الأسلحة مع روسيا أو غيرها من الدول، باستفادة جنرالات عسكرية جزائرية من عمولات وامتيازات مالية كبيرة عبر تلك الصفقات، وكذا توجسها من تطوير الترسانة العسكرية للعديد من دول الجوار، خصوصا المغرب وإسبانيا وإيطاليا. وكانت مصادر صحفية قد تحدثت عن أن الجزائر وقعت مع روسيا في عامي 2006 و2007 صفقات تسلح، منها منظومات "إس-300 ب م أو - 2" الصاروخية للدفاع الجوي و38 راجمة صواريخ من طراز "بانتسير-إس1" و185 دبابة من طراز "تي-90 إس". وجدير بالذكر أن الجزائر وقعت ما بين عامي 1992 و1999 مع روسيا سلسلة من صفقات التسلح، وصلت صفقتان منها إلى نحو 13 مليار دولار و شملت اقتناء منظومات صاروخية ودبابات ومقاتلات وطائرات تدريب، واقتناء منظومة من التقنيات البحرية العسكرية وزوارق وسفن حربية وتحديث غواصات وإمداد الجيش الجزائري ب 23 ألف عربة عسكرية.