يخلد المغرب يوم 10 أكتوبر من كل سنة اليوم الوطني للمرأة، مستحضرا المنجزات و الخطوات الجبارة من أجل تحسين وضعية المرأة المغربية. والذي جاء بعد الخطاب التاريخي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس, نصره الله و أيده, يوم 10 أكتوبر 2003 أمام البرلمان, معلنا جلالته عن مدونة الأسرة الجديدة. و يشكل هذا اليوم مناسبة لاستحضار جهود المرأة المغربية في تنمية البلاد, من خلال اشتغالها في كل المواقع و المجالات, و مواجهتها لكل التحديات و الصعاب و تأكيد جدارتها في تحمل المسؤولية من أجل خدمة المجتمع والوطن. فقد عرفت وضعية المرأة خلال السنوات الأخيرة تقدما كبيرا, بفعل العناية السامية التي يولها صاحب الجلالة الملك محمد السادس, نصره الله و أيده, لقضايا المرأة, و كذا كل القوى الحية التي ناضلت طيلة سنوات من أجل هذه القضية النبيلة. و التي أدت إلى تحقيق مجموعة من المكتسبات لصالح المرأة المغربية كمدونة الأسرة، وقانون الجنسية، وتغيير بعض فصول القانون الجنائي، إضافة إلى اعتماد الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، وجندرة الميزانية العمومية، كلها لبنات أساسية تضاف إلى بعضها، وتمهد الطريق نحو إرساء أسس المساواة، وتكافؤ الفرص بين الجنسين، في كل المجالات، بما فيها المجال السياسي. حيث عملت الدولة المغربية على إصلاح مدونة الانتخابات من خلال تبني تدابير إيجابية, مكنت من رفع تمثيلية النساء داخل المجالس المنتخبة للجماعات المحلية الذي فاق 3400 مستشارة جماعية بعد الإنتخابات 12 يونيو الأخيرة, و التي شكلت قفزة مهمة في تاريخ المشاركة السياسية للمرأة المغربية, وحدثا تاريخيا في مجال تعزيز الديمقراطية، وإرساء أسس الحكامة الجيدة، مما ساهم في تغيير وجه الجماعات المحلية، ليس من حيث الشكل فقط ، لكن من حيث الإضافة النوعية، التي استطعت النساء تحقيقها لصالح تدبير الشأن المحلي. و لكن لا بد من الاعتراف بأننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال الحقوق السياسية، رغم أن الدستور ينص على المساواة في هذا المجال. لهذا يتعين علينا، كنساء منشغلات بالشأن العام، أن نشتغل على ذواتنا، بدءا من اقتحام الفضاءات الأحزاب السياسية، بالانخراط وتحمل المسؤولية داخل مواقع القرار الحزبي، وطنيا وجهويا ومحليا. لأن القرارات تصنع داخل المكاتب السياسية والجهوية والمحلية للأحزاب، وإذا غابت النساء عن هذه المواقع، لا يمكن أن ننتظر تقدما في مجال تحقيق المساواة في الحقوق السياسية، مهما كان القادة متشبعين بثقافة المساواة. وقد علمتنا تجارب التاريخ، أن الحركات التحررية الناجحة هي تلك التي استطاعت إمساك قضيتها بيدها، ولم تنتظر أن يحررها الآخرون. كما وجب علينا بهذه المناسبة تشجيع جميع النساء اللواتي يخضن تجربة المنتخبة, ودعوتهن إلى تحلي بروح المبادرة كأي منتخب, والانخراط بكل ثقة في عملهن, بالاعتماد على كفاءاتهن وشرعيتهن التي يمنحها إياهن وضعهن كمنتخبات تم التصويت عليهن بشكل ديمقراطي من طرف المواطنات والمواطنين,و كذا دحض معتقد بأن المرأة مخلوق من الدرجة الثانية و مناهضة كل المحاولات التي تحد من دور المنتخبة وتتعامل معها كديكور توضع لتزيين المقام و مجرد صوت بدورات المجلس . فتحية إلى كل نساء المغرب عامة و المستشارات الجماعيات خاصة, و كل عام و أنتن بألف خير ...