يذهب الذين عاشروه او تعاملوا معه الى انه كان قائدا متميزا عن التنمط والنمدجة التي ينتظم في بروتوكولاتها قادة احزاب."لقد كسر قاعدة التنميط في الملبس والمسكن والجلوس والحديث والاشارة باحالاتها المتعالية التي المت بقادة الاحزاب" لقد كان الرفيق بنسعيد دائم الحركة والنشاط والحيوية حتى والجسد لم يعد يسعفه. ولعل تلك احدى اقوى خاصيات الجندي... المقاوم . لم يكن مستبدا برايه ولا متعصبا لافكاره.كان نمودجا للقائد المتسم بالقدرة على الاصغاء والفهم والتفهم.ففي حالات عديدة تنازل عن التشبت برايه والتزم راي الاغلبية- كما حدث في الموقف من حكومة الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي... لذلك لم يتردد رفيقه بوعزيز في القول " اشهد انه ديموقراطي اصيل يقبل نتائج الديموقراطية". وحتى رفاقه الذين قذفت بهم جراح المؤتمر الوطني الثالت للمنظمة الى ركوب قطار الفراق( الذين اسسوا الحزب الاشتراكي الديموقراطي بعدما انسحبوا من منظمة العمل.. ).يحفظون خصال التواضع والانصات والوفاء التي طبعت خصال الرجل ولا يؤاخدون عليه عليه موقفه المنحاز-عندئذ-الىانصار وثيقة " على خط الاصلاح الديموقراطي كان اول من اثار في مؤسسة رسمية علنا سؤال جحيم تازمامارت وسؤال وضعية معتقليه ومصيرهم. ليعيش الديموقراطيون"الجدريون" لحظة تاريخية من اروع لحظات امتزاج الفكر بالممارسة. وليتاكد للذين لا ترى اعينهم الا طهرانية انعزالية ان طريق ممارسة الاصلاح باخلاق الثورة طريق سالك رغم وعورة مسالكه انه بنسعيد الذي اكتوى بخيبات جيل الثورة والاستقلال بنسعيد الذي ذاق مرارة النفي والقمع ومحاولات الاجتثات. فما اقصى ان يحكم عليك الوطن الذي عشقته واحببته بالاعدام وثلاث مرات بنسعيد ليت ايدر من تلك الشموع القليل التي احترقت وتحترق في صمت دون ضوضاء من اجل اضاءة عتمات الوطن لتسع سماء احلانه جميع ابنائه وطبقاته وهو الدي كان بامكانه ان يتقلب في ثروات لا تقدر لو اختار غير طريق النضال من اجل الحرية والكرامة والخبز والوطن انه قائد يساري قلما تجود الظروف بمثله لاينضب ولم ينضب.انه -في خلاصة- قائد نجح في توقيع اسمه كرمز نضالي للوطن.في شكل انصهار صلابة مقاوم في تواضع قديس