ما زال الجدل هنا في أمريكا محتدماَ حول مشروع بناء مسجد في قلب مدينة نيويورك-مانهاتن وتحديداَ بالقرب من مكان ما كان يعرف ببرجي التجارة، وقد إنتقل الجدل حول هذا المشروع إلى العالم الإسلامي، ويتوقع طبعاَ أن تنهال تبرعات الهبل والمجانين في بلاد العرب والمسلمين لتشيد مسجد قرطبة في قلب عاصمة الرأسمالية العالمية إيذاناَ ببدء موجة جديدة من الفتوحات الإسلامية في بلاد الفرنجة. طبعاَ من السهل جداَ جر الهبل والمجانين وراء الدعاية الإعلامية المبرمجة والهادفة لإبتزاز رأس المال العربي والمسلم لتحقيق أهداف شيطانية ولذلك وجب توضيح الامور التالية: أولاَ: مانهاتن هي قلب مدينة نيويورك ومركزها الإقتصادي وفيها وال ستريت ومراكز معظم قنوات التلقزة الأمريكية وأسواق البورصة ومقر الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومنطقة (جراوند زيرو) وهي الساحة التي قام عليها مبنيا التجارة العالميين، مقابل هذه الساحة مباشرة هناك مسجد قائم منذ سنوات طريلة ولا زالت ابوابه مفتوحة وتقام فيه الصلوات بإنتظام ولكن لم يسمع به احد لأن المقصود إعلامياَ هو التركيز على مشروع مسجد قرطبة المشبوه. ثانياَ: كل هذه الضجة مفتعلة وكل هذا الجدل بلا معنى، فبناء مسجد اوكنيسة أو أي دار عبادة في أي مكان في أمريكا لا يحتاج لأي ترخيص او موافقة من أي نوع إذا كان المبنى موجوداَ، كل ما عليك عمله في هذه الحالة هو أن تفرشه بالسجاد وتقيم الصلاة، أما إذا كان المبنى غير موجود، يعني يحتاج لأن يبنى، فالمطلوب هو ترخيص بناء من البلدية كأي بناء عادي، وهو إجراء روتيني للتأكد من مطابقة البناء للحد الأدنى مى مواصفات السلامة والنظافة. وفي حالتنا هذه فقد حصل مخطط مسجد قرطبة على موافقة مجلس نيويورك البلدي بالإجماع منذ شهور. ثالثاَ في مانهاتن ونيويورك اكثر من خمسين مسجد قائم حالياَ. ما قصة مسجد قرطبة ؟ مسجد قرطبة هو ليس مسجد قرطبة بالضبط بل هو مركز قرطبة الثقافي ويشمل مسبحاَ وقاعة رياضية ومطعماَ وقاعة إحتفالات ومصلى، ومساحة المصلى متواضعة جداَ وتشكل نسبة قليلة من مساحة البناء الكلي. مركز قرطبة لن يقام مقابل ولا بالقرب من ولا حتى بمواجهة مكان مركزي التجارة العالميين، بل سيقام في منطقة اخرى مجاورة وغير مطلة على المنطقة ويفصلها عنهما على الأقل إثنين من أكبر احياء مانهاتن. لإمام المسجد الباكستاني علاقات مع وزارة الخارجية الأمريكية وقد تم إستخدامه من قبل في مهام (خارجية) للوزارة !!! إستخدام مرافق المركز يكون عبر إشتراكات للإفراد، والمطعم الفاخر مفتوح للجمهور بأسعار فاخرة، وسيتم تأجير القاعات لمختلف المناسبات المحترمة!! ينوي مجلس إدارة المركز التقدم بطلب للحكومة الامريكية لتمويل نشاطات المركز من( ميزانية برنامج مكافحة الإرهاب)!! أعلن أكثر من مسؤول في المركز أن المركز سيحارب التطرف الإسلامي وسيقدم تفسيراَ للإسلام متناسباَ مع القيم والمفاهيم الغربية وسيهتم بشكل أساسي بموضوع حوار الإديان، الخ. أعتقد أن الرسالة وضحت، ضجة إعلامية مفتعلة حول مركز تجاري بالأساس ومرخص وأوراقة منتهية ومدعوم من الحكومة الأمريكية وإمامه متعامل مع وزارة الخارجية (وما خفي ربما كان اعظم!!) وكذبة مفتعلة بأنه يقع بمحاذاة أو بمقابل مباني التجارة العالمية المنهارة، لتحقيق أهداف ثلاثة رئيسية: أولاَ: إستدراج بعض السذج من أغنياء العرب للتبرع وبسخاء لخدمة المشروع الضخم وبالتالي التوفير على ميزانية الحكومة الأمريكية شبه المنهارة. ثانياَ: مشروع ضخم كهذا وفي قلب العاصمة الإعلامية لأمريكا سيتحول إلى المرجعية- الرسمية شبه الحكومية للجالية المسلمة في أمريكا وبالتالي تهميش المراكز والجمعيات المسلمة الأخرى التي لا زالت تستعصي بشكل أو باّخر على الإحتواء الحكومي المباشر وغير المباشر. ثالثاَ: المساهمة في إنتاج مشروع الإسلام الأمريكي المسخ، أو بعبارة اخرى (مشروع تعديل الإسلام) بحيث يصبح أبناء الجالية المسلمة هنا خاصة من الجيل الثاني سفراء او عملاء لتسويق إسلام جديد معلب حسب المواصفات الأمريكية. منذ فترة زار مدينتنا (قيادي) مسلم لإلقاء محاضرة، وهذا القيادي هو المدير التنفيذي لمنظمة مسلمة تسمي نفسها بمنظمة العمل السياسي المسلم في امريكا، منظم المحاضرة (متعامل) معروف مع السلطات الحكومية، المهم، ركزت محاضرة القيادي المسلم على محورين: أولاَ: ضرورة التصدي لأبناء الجالية الذين يشككون في "الهولوكوست" وإدانتهم علناَ وعزلهم إجتماعياَ، الخ. ثانياَ: التركيز على أننا كمواطنين أمريكين علينا الإمتناع عن مشاهدة القنوات الإخبارية العربية أو القادمة من خارج أمريكا والإقتصار على متابعة المحطات الإخبارية الأمريكية لنتمكن من التفكير كمواطنين أمريكين من غير تشويش خارجي!!!.