تنتظر مدينة إمينتانوت الصغيرة بإقليم شيشاوة خلال الشهور القليلة القادمة، بكثير من الحسرة والألم، ميلاد عدد من الأطفال من قاصرات لم يسبق لهن الزواج، إذ وجدن أنفسهن حوامل بدون إرادتهن، وهي ظاهرة باتت مكشوفة للجميع ب...حكم معرفة الناس بعضهم البعض، كما أصبحت تؤرق البعض ويعتبرها تحولا خطيرا في مجتمع محافظ، فيما عاينت ''التجديد'' حالات ''متخفية'' من هؤلاء بمدينة مراكش. وأكدت مصادر مطلعة، أن القاصرات المذكورات وجدن أنفسهن في مأزق حقيقي بعد تنكر عائلاتهن لهن، فيما أكدت جلهن في لقاء خاص ل''التجديد'' أنهن كن ضحايا ''استغلال جنسي''، أفضى إلى اغتصابهن في ظروف مختلفة من شبان وعدوهن بالزواج. وفي حديث هؤلاء، يشعر المرء أنهن في حاجة ماسة إلى حماية ودعم، وذلك في غياب جمعيات مدنية متخصصة بالمدينة، خصوصاً أن لجوءهن إلى القضاء من أجل إثبات الأبوة لأبنائهن لم يفض إلى أي شيء، في ظل تنكر الرجال لهن واتهامهن بممارسة الدعارة. وأشارت مصادر أخرى، أنه يرجح بأن لقضية الشاب الذي وجد مقتولا بجماعة مزوضة لها علاقة بموضوع الحمل سفاحا، في انتظار استكمال جميع التحقيقات من قبل مصالح الدرك. وذهبت إحداهن إلى القول أن ''الوحش'' الذي اغتصبها سلك معها ''مبدأ التدرج'' إلى أن دفعها إلى الاستسلام له، فيما نقلت أخرى أنه ''استعمل موادا مخدرة'' لتغييبها عن الواقع ومن ثم فعل بها كل ما يريد تحت الأشجار قرب ملعب للكرة. وكان مثيرا أيضا أن إحداهن سبق أن وضعت مولودا خارج إطار الزواج قبل 3 سنوات، ولم تبلغ بعد سن 18 سنة، وهي تستعد لوضع مولود ثان بعد علاقة جنسية تعتبرها عابرة. وتقول المصادر ذاتها، إن وضع مثيلات لهن سهل وقوعهن في شباك ''مافيا الدعارة''، التي تنشط في المدينة بشكل واسع ولها اليد الطولى في اصطياد فتيات في ''وضعية صعبة''، واللائي بتن يبعن أجسادهن بأرخص الأثمان. وحسب ملاحظين، فقد ساهم وجود عمال موسميين، أثناء بناء الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، في تنامي اللقاءات الجنسية غير الشرعية بين هؤلاء وبين فتيات المدينة، حتى أن بعضهم نشر علاقاته الجنسية على مواقع إباحية، وتظهر فيه فتاة معروفة في المدينة في وضعيات جنسية تناقلتها الهواتف المحمولة قبل وصولها إلى ذلك الموقع الإباحي، فيما تظهر فتيات أخريات في أشرطة أخرى في وضعيات راقصة مخلة بالآداب العامة. وأكدت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، في تصريح ل''التجديد''، أن القاصرات اللائي يتعرضن للاستغلال الجنسي، يجمع بينهن تدني المستوى التعليمي وتفكك الأسرة، فيما ساهم انفتاح المجتمع على وسائل الإعلام الحديثة في تفشي الظاهرة، مشيرة إلى أن بعض الأفلام المقدمة على شاشة التلفزيون. وأوضحت قروري من جانب أخر، أن بعض الأمهات يساهمن في دفع بناتهن إلى ممارسات غير شرعية من أجل المال. وأشارت إلى أن المقاربة القانونية ما تزال تحتاج إلى كثير من التفعيل، موضحة أن على الجهاز القضائي تحمل مسؤوليته، وموضحة أن إشاعة القيم الأخلاقية بين الأسر كفيلة للحد من الظاهرة. يشار إلى أن ''شبكة الزهراء''، التي تضم 50 جمعية بمختلف ربوع المملكة، أطلقت من 17 إلى 31 ماي الماضي 2010، حملة وطنية حول الاستغلال الجنسي للقاصرات تحت شعار ''ما تقيش بنتي''، وهي الحملة التي أتت لدق ناقوس الخطر حول الظاهرة التي باتت تهدد أحد أهم أعمدة الأسرة بالمغرب.