اختلقت جريدة "العلم " الناطقة بلسان حزب الاستقلال الذي يقوده الوزير الأول عباس الفاسي تصريحات وهمية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، وضع فيها مشروع " رمضان فرنسا" أو "الاجتهاد الساركوزي" على حد تعبير جريدة "العلم" التي تأسست في 11 شتنبر 1946. وذكرت "العلم" في خبر غير مُوقع على صدر صفحتها الأولى أن الرئيس الفرنسي ساركوزي ، عرض طبعة فرنسية لصيام رمضان المبارك والتعبد خلاله ، بتناول قهوة الصباح والهلالية (الكرواصون)، وإلغاء صلاة التراويح بهدف تحسين اندماج الأقلية المسلمة في المجتمع الفرنسي. وانتظرت الجريدة التي يرأس تحريرها عبد الله البقالي 48 ساعة ، لتُخبر قرائها (دون أن تعتذر لهم) أن ما أوردته كان مجرد خطاب افتراضي نقلته من الأنترنت. وألقت "العلم" لومها على المواقع الإلكترونية ، منبهة إلى بعض الممارسات الصحفية " المقترفة " بواسطة الأنترنت. ودأبت جريدة "العلم" التي تستفيد من مئات الملايين من الدعم الحكومي ، وتوظف عشرات "الصحفيين" والتقنيين على نقل الأخبار والمقالات من الأنترنت بطريقة يومية وآلية ومن دون التأكد من صحتها. وتشغل المواد المنشورة عبر شبكة الأنترنت حيزا كبيرا في الجريدة التي هجرها أغلبية الكتاب والمثقفين المغاربة. وسبق للجريدة الناطقة بلسان " حزب الاستقلال " أن أوردت العديد من الأخبار المغلوطة المتعلقة بمواقف بعض الجهات من مغربية الصحراء ، كما أنها تحرص على الدخول في "حروب" يومية "تافهة" مع الصحافة الجزائرية. يذكر أن الجريدة التي كانت رائدة على المستوى المغربي والعربي قد انخفضت مبيعاتها في السنين الأخير إلى بضع مئات نسخ ، بينما يتم توزيع الآلاف منها بشكل مجاني على "مناظلي" ومنتسبي الحزب. العلم ( 19 غشت 2010) : ساركوزي يعرض طبعة فرنسية لصيام رمضان المبارك والتعبد خلاله اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صيغة جديدة لصيام شهر رمضان والعبادة فيه، وبدا متحمسا لمشروعه الذي اعتقد أنه سيحقق به فتحا كبيرا إلى درجة دفعته إلى التنقل إلى مسجد مارسيليا الكبير ومنه عرض صيغة "رمضان فرنسا" أي رمضان في طبعته الساركوزية الفرنسية، حيث خاطب بعضا من رواد المسجد قائلا "إخواني المواطنين، المسلم الفرنسي هو فرنسي قبل أن يكون مسلما، وعنه فإن قهوة الصباح مع الهلالية -الكرواصون- تقليد فرنسي عريق لا يجب التخلي عنه، فلذا وانطلاقا من فتاوى الأزهر حول فقه الأقليات فإنه يجوز للمسلم الفرنسي الصائم أن يبدأ صباحه بقهوة مع هلالية كغيره من أبناء الشعب الفرنسي على الساعة الثامنة قبل الانطلاق للعمل" . ولم يقف الاجتهاد الساركوزي عند هذا الحد بل طال العبادة في هذا الشهر المبارك بأن أفتى ساركوزي بإلغاء صلاة التراويح، وقال في هذا الصدد مخاطبا رواد المسجد المذكور "إخواني المواطنين، صلاة المسلم الفرنسي لا يمكن أن تشبه صلاة مسلمي الشرق لذا فإنه لا معنى لمواطن أوروبي أن يقضي ساعة أو ساعتين بعد العشاء في صلاة التراويح التي اتفق علماء المسلمين على أنها ليست فريضة. وعليه إخواني فلقد أصدرت قرارا جمهوريا يدعو مساجد فرنسا إلى إغلاق أبوابها بعد صلاة العشاء مباشرة، حتى ينصرف المواطن إلى بيته ويستمتع بمشاهدة أخبار وبرامج التلفزيون الفرنسي". طبعا لم ينس الرئيس الفرنسي المفتي أن يذكر بأن مشروع "رمضان فرنسا" يندرج ضمن سياسة تحسين اندماج الأقلية المسلمة في المجتمع الفرنسي. نختم بالقول إن لله في خلقه شؤون. العلم (21 غشت 2010) : ما جاء على لسان ساركوزي كان مجرد خطاب افتراضي لم يكن الخبر الذي نشره موقع "أخبار كندا" على الأنترنيت صباح يوم الأربعاء الماضي دقيقا، ويبدو أن هذا الموقع كان ضحية عدم تدقيق في مصداقية ما تداوله كما حدث لشبكة CNN الأمريكية التي أولت بدورها اهتماما متزايدا بالحادث، وكان من الطبيعي أن تنساق كثير من وسائل الإعلام في العالم وراء هذا «الاختلاق» ومن ضمنها جريدتنا «العلم» فلقد خلق الاهتمام الكبير بالحادث أجواء ثقة في مضامينه تحت الضغط النفسي والمهني. وإلى حدود اليوم لم تتضح حقيقة الأمور خصوصا أمام صمت الخارجية الفرنسية وقصر الإليزي، وترجح أوساط إعلامية أن يكون الأمل فيما حدث مقال كتبه أحد المدونين ضمنه خطبة مفترضة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حاك تفاصيلها من خياله، وهي ممارسة أضحت شائعة في كثير من الصحف ومواقع أنترنيت في المغرب ادعى فيه أن الرئيس الفرنسي ساركوزي دعا مسلمي فرنسا إلى تناول القهوة والهلالية كل صباح خلال شهر رمضان قبل الذهاب إلى العمل، ودعاهم أيضا إلى عدم أداء صلاة التراويح. حدث كل هذا حسب خيال كاتب الخطبة الافتراضية بمسجد بمارسيليا خلال اليوم الأول في هذا الشهر الفضيل. وطبعا في مثل هذه الإدعاءات إضرار كبير بشخصية الرئيس الفرنسي ساركوزي وبسياسة فرنسا تجاه المسلمين والإسلام المعترف به في الديار الفرنسية، مما يستوجب التنبيه إلى خطورة بعض الممارسات الصحفية أو «المقترفة» بواسطة الأنترنيت والتي قد تدفع إلى الفتنة لا قدر الله .