يعد متحف البطحاء للفنون والتقاليد في فاس من أكبر المتاحف المغربية وأكثرها غنى وشهرة، وقد كان للسلطات الفرنسية -خلال مرحلة الاستعمار- الفضل في إنشاء هذا المتحف وإثراء مجموعاته من ذخائر وآثار كان لها كبير الدور في إلقاء الضوء على جوانب مظلمة من تاريخ المغرب وحضارته. وفي هذا المبحث نأمل أن نقرب لأعين القارئ العربي هذا المعلم الفريد الذي ينتصب أمام مدخل فاس وكأنه حارس ماضي المدينة وموطن أسرارها. يعرّف صاحب لسان العرب البطحاء بأنها «مسيل فيه دقائق الحصى»، ومنه الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى بالبطح، يعني أبطح مكة، قال: «هو سيل واديها»، قال الجوهري: «والبطيحة والبطحاء مثل الأبطح ومنه بطحاء مكة»، قال الفرزدق: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم وفي مدينة فاس، يطلق اسم البطحاء على حي من أحيائها القديمة بين باب بوجلود وباب الحديد في منطقة مسيل وادي فاس. وفي مدينة فاس يقع متحف البطحاء في قصر بناه السلطان العلوي المولى الحسن الأول (عام 1883م) ليكون مقر إقامته واستقبالاته الصيفية بالقرب من ساحة أبي الجنود، واستكمل تزيينه خلفه المولى عبدالعزيز، وانتهى العمل به (عام 1897م) حسب نقش جبسي بأعلى باب القبة الوسطى في الجهة الشرقية. يتميز المدخل بكونه ذا شكل مرفقي، وبهذا القصر من الجهة الجنوبية قبب ثلاث في صف، أمامها مراح بعشرة عقود يزينها رواقان في كل منهما ثلاثة عقود، وأمام ذلك المراح فسقيتان بديعتان يتوسطهما صهريج لطيف في وسطه فسقية أيضاً. وفي الجهة الشمالية نكاد نجد نفس التصميم مع فارق عن الجانبين الشرقي والغربي، حيث لا نجد فيهما الرواقين بالعقود الثلاثة. وبين الجهتين الجنوبية والشمالية يمتد روض باسق الأشجار، ذو مماش مع فسقية في الوسط، ومع امتداد الروض المستطيل يمتد رواقان عن اليمين وعن اليسار محمولان على أعمدة خشبية، ويتوفر القصر على قاعات فسيحة. ورغم حداثة عهد البناية، فإن أبعاد وتقابل مرافقها من ممرات وقاعات وأقواس وأحواض وكذا أشكال الزخرفة والزليج وحسن التناسق فيما بين هذه العناصر أضفى عليها من الروعة والبهاء ما يبرز خصوصية المعمار خلال هذه الفترة المتميزة من تاريخ المغرب. في سنة 1915م تم توظيف هذا المعلم ك«متحف للفنون والعادات والتقاليد». وقد عرف عدة تغييرات حسب المراحل التي مر بها، وقام أعيان المدينة في بداية عهدها المتحفي بتطعيمها بمختلف الأسلحة، فحمل المكان اسم «دار السناح» الذي مازال متداولاً إلى الآن، وهو «دار السلاح» حسب اللسان المغربي الدارج. كان الهدف الأساسي من خلق هذه المؤسسة الثقافية صيانة التراث المغربي والتقاليد الأصيلة والحفاظ على موروث فنون «الأهالي» في إطارها الحضاري والطبيعي، وكذا تحسيس الجمهور وإرشاده ومساعدته في الربط بين ماضيه وحاضره، بالإضافة إلى تشجيع البحث المعرفي والعلمي انطلاقاً من معطيات مادية وملموسة متمثلة في المجموعات المتحفية التي تشهد على حقب وفترات مختلفة من تاريخ المغرب. ومن بين الذين اشتغلوا في المتحف وأغنوا مجموعاته المستشرق الفرنسي الكبير ألفريد بيل Alfred Bel ومارسيل فيكير M. Vicaire وروني لوميتر R. Lemaitre. ويحتوي متحف البطحاء على مئات التحف المتنوعة من قطع نحاسية وخشبية وجبسية، إضافة إلى الرخاميات والمسكوكات والحلي والألبسة والمنسوجات والزليج والخزف والمخطوطات والإسطرلابات. وفي تاريخ 8 يناير 1924م أصدرت سلطات الحماية الفرنسية ظهيراً يصنف دار البطحاء بفاس البالي مبنى تاريخياً (الجريدة الرسمية العدد 585) وهو ما يوفر له حماية قانونية مازالت سارية المفعول. يقدم متحف البطحاء حالياً معرضاً دائماً أطلق عليه «مظاهر من الحياة الفكرية والدينية وفنون العيش بمدينة فاس والنواحي»، وهو معرض تراثي جهوي ذو بعد وطني، يلقي الضوء على مظاهر متعددة ومتنوعة من فنون العيش في مدينة فاس ونواحيها، ويهدف إلى إبراز طريقة الحياة المتميزة في الماضي سواء في المجال الحضري أو في المجال القروي، ويمكّن الزائر العادي من الاطلاع على مهارات الصانع المغربي في شتى الفنون والحرف والعادات التي استطاعت الأجيال المتعاقبة نقلها والحفاظ عليها وتطويرها في المنطقة، ومن تواصله مع قيم المجتمع ومتطلباته. ورغم أن هذا المعرض لا يستخدم التقنيات الحديثة والمتطورة التي نجدها في كبرى المتاحف العالمية كالمتحف البريطاني أو اللوفر، إلا أنه ينجح في احترام القواعد المتعارف عليها عالمياً في ميدان المتاحف، فلا يثقل كاهل المتفرج بالتحف المتراكمة كما كان عليه الأمر قبل عقود، أو بالنصوص والشروحات المطولة التي يمكن أن تصيب الزائر بالملل. لهذا تم التركيز على القصد في الشرح، وضمان الإنارة التي لا تؤذي التحف أو تؤثر على سلامتها، ووضع أجهزة امتصاص الرطوبة ببعض القاعات بما تسمح به إمكانيات هذه المؤسسة الثقافية. وتنتظم فضاءات قاعات هذا المعرض كالآتي: أ – الجناح الغربي: مظاهر من فنون العيش الحضرية والقروية القاعة الأولى: مظاهر من الحياة الفكرية والدينية والعلمية وتضم هذه القاعة مجموعة من المنمنمات واللوحات التشكيلية التي تبرز تطور الفن على المخطوط، وكذلك أدوات التسفير والتنميق والتذهيب؛ كما تعكس مظاهر الحياة العلمية من خلال حضور الأسطرلابات المصنوعة من مادة الصفر ذوات الخارطة الكروية، والمعدة من قطع متراكبة ومنقوشة ومنحوتة لقياس الأبعاد وضبط مواقيت الصلاة. أحدها أنجز خصيصاً لمسجد الأندلسيين الكبير بالعدوة اليمنى لمدينة فاس، وتضم هذه القاعة أجزاء من منبر مسجد الأندلسيين بمرحلتيه المختلفتين (الفاطمية والأموية)، كما تضم أسطرلابات مختلفة، ومنها أسطرلاب من صفر ذي خارطة كروية، معد من قطع متراكبة ومنقوشة ومنحوتة لقياس الكواكب وضبط مواقيت الصلاة وشتى العمليات المرتبطة بعلم الفلك. ويضم كتابات بالخط الكوفي تحمل تاريخ صنعه (سنة 764 ه/ 1362م)، وكذلك تضم النقيشة اسم صانعه (محمد بن عمر بن جعفر القرماني). كما ضمت هذه القاعة أيضاً درج كتابة من النحاس الأصفر مكون من محبرتين ثمانيتي الأضلاع، ومن مقلمة على شكل غمد تنفتح في إحدى طرفيها، بها زخارف نباتية وهندسية محفورة ومطرقة ومفرغة، مع بقايا فضية تشكل جزءاً من الزخرفة. القاعة الثانية: طرز وحرير وأقمشة فاس يعتبر الطرز الفاسي مدرسة الطرز المغربي بامتياز إذ يضم ميراثاً مغربياً ممزوجاً بميراث الطرز الأندلسي حمله المهاجرون الأندلسيون الذين استقروا في مدينة فاس. ينفذ الطرز الفاسي عادة على أثواب راقية وثمينة مثل ثوب الحرير الذي يتميز بلونه الزاهي أما العناصر الزخرفية المطروزة فتنجز بخيط حريري ذي ألوان زاهية وتشكل من عناصر نباتية في الأساس. ومن فنون الطرز المشهورة بفاس والممثلة بالمعرض الدائم تقنية الغرزة. القاعة الثالثة: حلي وحلل فاس خصص هذا الفضاء لتقديم مجموعة رائعة من الحلي المصنوعة من الذهب ذات القيمة التاريخية والجمالية التي تشهد على عبقرية ومهارة الصناع المغاربة، مبرزاً تنوع الحلل النسائية التي تزين العروس الفاسية من خلال عرض عينة للأنماط الأكثر إنتاجاً وغنى في هذا المجال (الأقراط، الأساور، العقود، الأثواب..). القاعة الرابعة: الحجامة والآلات الموسيقية في فاس تعرض في هذه القاعة الأدوات التي كانت تستعمل لأعذار الأطفال، وكذلك أدوات تصفية الدم بعد الحجامة. وتعرض الواجهات الزجاجية الأخرى مدارس الموسيقى المغربية الصوفية (فرقة كناوة، فرقة عيساوة) والمدارس الموسيقية الحضرية (الموسيقى الأندلسية، الملحون) التي تطورت لتستوعب آلات حديثة كآلة القانون. القاعة الخامسة: فن النحاسيات في فاس تمتاز صناعة النحاس في فاس بصفاء ومتانة شكل الأواني، مع ما هو منسوب إليها من بساطة التزيين، الذي يمكن أن ينتهي إلى نوع خال من اللطف وقليل التزويق. وتكون هذه الصناعة في الغالب غريبة عن الأذواق ووفرة الزخرفة المزدهرة في البلدان الشرقية. والأواني النحاسية المتنوعة والمقصودة لمنفعتها هي: السطولة، والمصابح، والقناديل، والمنارات، والصواني، والأباريق، والمباخر، وكذلك بعض أنواع المد النبوي المستعمل في تحصيل الزكوات. القاعة السادسة: مظاهر من الفروسية ولوازمها تضم هذه القاعة شواهد مادية للفروسية من لوازم الفارس المغربي كالخناجر، وعلب البارود، وسرج الفرس، والأسلحة البيضاء والنارية مزدانة بآيات قرآنية. ومن أجمل تحف السلاح المحفوظة بندقية (مكحلة) من قبائل سوس بالأطلس الصغير، يتميز الأخمص المصنوع من الجوز برشاقته، وحمله صفيحة فضية منقوشة بزخارف نباتية نمطية، مزينة بمسامير من فضة، ويحمل رأسها المدبب المزين بعجينة الزجاج الحمراء على مساحة مستطيلة من الفضة المخرمة. وعلى نصف طولها، تحمل فوهة البندقية قبضة من الفضة المزركشة مزودة بثمانية عشر سلبوتاً من الفضة المزركشة بالزخارف النباتية. القاعة السابعة: حلي وحلل قروية خصص هذا الفضاء لتقديم مجموعة رائعة من الحلي المصنوعة من الفضة بقبائل الأطلس المتوسط الناطقة باللسان الأمازيغي، لاسيما قبيلة آيت سغروشن، وكذا نواحي وزان الناطقة باللسان العربي المغربي الدارج، وتبرز تنوع الحلل النسائية التي تزين عرائس هذه المناطق من خلال عرض عينة للأنماط الأكثر إنتاجا وغنى في هذا المجال (الأقراط، الأساور، العقود، الحنديرات..) القاعة الثامنة: مظاهر من فن العيش القروي تعرض هذه القاعة مظاهر العيش القروي بالبوادي المحيطة بفاس، من أنشطة فلاحية تعتمد على القمح والزيتون والرعي، وتضم رحى حجرية وغلافاً مصنوعاً من جلد القنفذ يضعونه على العجل كي يؤذي البقرة فيحرم من لبنها ويشرع في مرحلة الفطام، بالإضافة إلى معصرة زيتون وبعض أدوات الزراعة. القاعة التاسعة: فن الزرابي القروية تتميز مجموعة زرابي البطحاء بتنوع مصادرها (الأطلس المتوسط، الجهة الشرقية،...)، وتصنع من صوف مغزول بزخارف هندسية متعددة الألوان، ومن أجملها زربية من صوف مغزول ذات زخارف هندسية متعددة الألوان (أبيض، أسود، قاتم، وبرتقالي) مكونة من ستة إطارات يحوي كل منها مربعات، وضامات، ومثلثات، ومعينات، بالإضافة إلى أشكال ترمز إلى الجنس البشري، ويطلق عليها اسم زربية مرموشة نسبة إلى قبيلة من قبائل الأطلس المتوسط برعت في هذه الصناعة، ومن أجمل زرابي المتحف على الإطلاق: زربية بني سادن التي تضم زخارف هندسية متعددة الألوان (أبيض، أسود، وبرتقالي) مكونة من عدة أشكال من الزخارف: صلبان، مثلثات، ومعينات. وتحيط ثلاثة إطارات بالموضوع المركزي للوحة (الزربية)، وتؤثث هذه الإطارات أشكالاً ترمز إلى الجنس البشري تتعاقب في مظاهر مختلفة نسبياً. ورغم أن هذه اللوحة (الزربية) توحي بوجود تماثل محوري إلا أن التدقيق في موضوعها ينفي وجود هذا التماثل. القاعة العاشرة: مظاهر من فن الحدادة بفاس تمثل مجموعة فريدة من الأقفال والدقاقات والمفاتيح التي برع حدادو فاس في صناعتها من الحديد المصهور وكانت مهنة تتوارثها عائلات معينة. ب- الجناح الشرقي: فنون الطين والنار القاعة الأولى: الخزف الأخضر (أخضر تامكروت) تضم هذه القاعة روائع الخزف التامكروتي، وتامكروت المشتهرة بفخارها ذي التزجيج الأخضر تقع جنوب زاكورة، وقد أغنت المجال المغربي بمختلف الأشكال والأنماط. ومن أهم تحف هذه القاعة «محبس» خزفي من اللون الأخضر المزجج، يتميز بقاعدة مسطحة وبشكل مفتوح على الخارج مع تراجع طفيف على مستوى الشفة. تتميز هذه التحفة بلونها الأحادي، وتردد مجموعة من الخواتم على شكل نجيمات وزهيرات محددة بنقط. القاعة الثانية : الخزف الأزرق ( أزرق فاس)، تتميز مدينة فاس بصناعة الخزف ذي اللون الأزرق الداكن وقد دأبت على هذا النمط منذ قرون، ومن أجمل التحف معصرة فاكهة الليمون «عصارة» من خزف فاس الأزرق، ذات شكل مفتوح خارجياً، وقاعدة دائرية، تحمل في مساحتها الخارجية زخرف «درج وكتف» القائم على تقاطع مستقيمات ودوائر في لون أزرق على خلفية بيضاء. وقد زججت هذه العصارة بطلاء من الميناء. القاعة الثالثة والرابعة: الخزف ذو الألوان المتعددة، تطورت صناعة الخزف والفخار وتزجيجه وتلوينه، وبدت التأثيرات المستقاة من المعمار واضحة في الزخرفة، وتحمل الأشكال المختلفة من جبانات، وصحون تزاويق تحمل مسميات من نبض المجتمع المغربي (فكرون، زرغميل، خاتم السليماني..) ومن أجمل تحف هذه القاعة إناء حساء متوسط الحجم، مصنوع من تراب مطبوخ. مزركش بتزاويق متعددة الألوان (أخضر ، أسود، أصفر) على خلفية من الطلاء الأبيض. يتميز الجذع بانتفاخه، والغطاء بارتفاعه مع قبضة في الأعلى، مع عصابات مزوقة بشتى الزخارف تتعاقب مسطرة بنقط قاتمة. تضم هذه القاعة كذلك تحفة فريدة من نوعها، وهي قارورة زيت ذات قبضة من تراب مطبوخ، مزينة بتزاويق وأشكال متعددة الألوان (أخضر، أصفر، وبني) ترسم الزركشة المعروفة باسم «فكرون» على خلفية بيضاء، القارورة المسماة (بطة الزيت) مزججة تماماً. القاعة الخامسة: الفخار القروي لنواحي مدينة فاس وبخاصة منطقة الريف، ومناطق تسول، سلاس، بني زروال، مزكيلدة، الحياينة وغيرها. يتميز الفخار القروي بكونه فخاراً نسوياً محضاً، بعكس الفخار الحضري الذي برع في صناعته الرجال، ورغم كون المرأة القروية تتعب كثيراً في الأشغال اليومية من احتطاب وعجين وشتى أنواع العمل المتعب، إلا أن الفخار يعتبر بالنسبة إليها مجالاً عملياً لإشباع رغبات فنية تعود لقرون وقرون. هكذا، تعمد صانعة الفخار بقبائل الريف أو تسول أو سلاس أو حياينة إلى صنع الأواني المنزلية من صحون وآنية مختلفة للاستعمال اليومي، إلا أنها تعمل على رسم لوحات تضمنها تاريخاً تشكيلياً عتيقاً، لا تفهم حتى لماذا تضع الخطوط في تلك الأمكنة وترسم الدوائر في الأخرى، وجوابها عن معاني كل رسم أنها تعلمته من والدتها كما هو، وكأنها رسالة مشفرة تحملها المرأة القروية لقرون في انتظار من يفك شفرتها. ومن أجمل تحف الفخار القروي إناء من تراب مطبوخ قادم من منطقة تسول (القرن العشرين) وهو فخار مصنوع بالدولاب ذي أذن مسطحة يحمل زخرفة حمراء وسوداء على طلاء أبيض مدهون بالبيض. يتوسطه مضلع تنطلق منه مجموعة مستقيمات متقاطعة في بعض الأضلاع، تؤثث عصاباتها من الداخل أشكال متوازية الأضلاع ذوات تقاسيم مسننة، ومثلثات تملأ فضاءاتها الداخلية معينات بأضلع مائلة حمراء وسوداء. محيط القطر مطلي بالأسود، وعلى القفا طلاء أبيض وأحمر وخطوط سوداء. محرف فن ترصيع الخشب وتطعيمه من الخصائص المميزة لمتحف البطحاء وجود محرف للنقش على الخشب، يمنح للزائر فرصة مشاهدة عملية النقش على الخشب، وتطعيمه وترصيعه، حيث يعمد المعلم الصانع إلى نقش الزخارف الهندسية والزهرية عن طريق نحتها فوق خشب الليمون أو غيره من أشجار الفواكه التي تسمح أليافها بعدم تكسر النحت المزخرف لاسيما وأنه يتم في مساحات ضيقة لا تتجاوز المليمترات المعدودة. بعد النقش، يشرع الصانع في تطعيم المساحات الواجب تطعيمها بالعاج أو الصدف، مما يمكن من إنجاز لوحة متكاملة الجمال في تناسق بديع أمام أنظار الزوار. هذه الخاصية تدخل في إطار تعريف تبنته منظمة اليونسكو: «الكنوز البشرية الحية» تجعل من المتحف فضاء فنون حية لا فضاء موات كما يتهمه بذلك البعض