لم يستطع رئيس المجلس البلدي جمع أغلبيته طيلة دورة يوليوز2010 التي بدأت أطوارها تتأجل من يوم الخميس 8 يوليوز إلى يوم الخميس 15 من نفس الشهر بسبب عدم اكتمال نصاب المستشارين، إلى حدود الموعد الثالث يوم الجمعة 23 من يوليوز التي لم يستطع فيها عمر احجيرة الدفاع عن ما يسميه غالبية الصحافة في الشرق بفضيحة الصيف أو فضيحة الماكدونالدز، هذه الأخيرة التي فوت لها أرض من أجل استغلالها لبناء مطعم الماكدونالدز، وتعد هذه الأرض محط نزاع بين البلدية وأصحابها، إضافة أنها تقع بمنطقة مهمة وسط المدينة قريبة من المحطة الطرقية ومنطلق نحو الطريق الوطني باتجاه الغرب، وتقع في ملتقى طرقي رئيسي ومهم.. حيث فوتت بشكل غير قانوني ودون مداولتها بمجلس المستشارين. وأن القيمة الرمزية والتافهة للسومة الكرائية التي تم التفويت بها للممتلك العقاري لهذه الشركة العالمية بثمن 5 فرنك للمتر خلال اليوم الواحد، أي درهم ونصف للمتر خلال الشهر، علما أن الأرض مساحتها 5630 مترا مربعا، ما يعادل 10 مليون سنتيم للسنة. وهي صفقة خاسرة بمنطق الحسابات، لأن الأرض قد تدر مئات الملايين على مداخيل البلدية. وعليه فإن الرئيس وأغلبيته المهترئة لم تصمد أمام المعارضة التي رفضت تفويت ما تم تفويته من قبل بشكل غير قانوني، وامتنعت بذلك عن المصادقة عليه في جلسة 23 يوليوز للحصول على استفادة من الماكدونالدز بهذا الملك الجماعي. وهذا ما لم يتم فقد صوت 47 مستشار من أصل 60، وامتنع 6 آخرين. وانسحب على إثرها أخو الوزير احجيرة من الجلسة، وهذا ما رفضته المعارضة وأتمته بإحضار عون قضائي.. أما يوم الاثنين 09 غشت 2010 قد عرف انسحاب الرئيس من جديد في إتمام آخر جلسة لدورة يوليوز، وترأسها بعده نائبه السابع حسن حمودة بعد أن نادى عليه ممثل السلطة المحلية في تقلد زمام التسيير. يتضح أن الرئيس عمر احجيرة في صراع مع الرئيس السابق لخضر حدوش، وفي صراع مع أغلبيته، مما أعطى للمعارضة قوة وجمع المستشارين من حولهم في عرقلة قوية لمشاريع الرئيس احجيرة ورغباته في تفويت والمصادقة على ما يريد بشكل مريح. بل هناك أصوات تدعوا لمحاسبته في الخروقات التي ثبت أنه قام بفعلها ضدا على القانون ومصالح المدينة والمواطنين لأغراض في نفس يعقوب. واعتبرها البعض أفعال مشبوهة يجب فتح تحقيق لأجلها ومحاسبة الجناة. وليس المعارضة فحسب وبعض المستشارين من أغلبيته وحدهم يشتكون من تصرفات عمر احجيرة، بل طالت السكان والمواطنين الذين بدؤوا يتذمرون منه بسبب أنه يعمل بما تسمى في العامية المغربية "خدام بجميل" أي "خدام بزز"، كما يماطل في حل مشاكل المواطنين. إذ صرح أحدهم "مالوا يتجمل علينا، ما بغاش يخدم، علاش يشد الرئاسة....، ولا فيها الرتعة". ما فتئ عمر احجيرة يردد "أحنا جينا باش نخدموا هاد لمدينة"، لكن تبخرت هذه العبارة بمجرد انكشفت فضيحة تفويت الأرض لشركة ماكدونالدز وانتشرت في الشارع الوجدي، وأصبحت على كل لسان.. والآن يتنبأ الكثير بسقوط الرئيس عمر احجيرة ، ويبقى السؤال من يكون أهلا لرئاسة المجلس البلدي؟؟ أم سيعاد سيناريو الصراع على الكرسي من جديد، وتبقى الأحداث مفتوحة على شتى التوقعات.. وتبقى مدينة وجدة تنتظر رئيسا آخر يعد الساكنة من جديد في تراجيديا لن تنتهي. 2010-08-13