على إثر الدعوة الموجهة من طرف التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء و تدهور الخدمات العمومية بطنجة، لعموم الجماهير الشعبية لجعل مساء يوم السبت 17 أكتوبر 2009، الذي يصادف اليوم العالمي لمناهضة الفقر، و ذلك من أجل التنديد و الاحتجاج على الغلاء الفاحش الذي تعرفه مختلف المواد الاستهلاكية الأساسية ( ماء و كهرباء و غذاء) و كذا الخدمات العمومية (من صحة و تعليم و نقل)، جراء الخوصصة و المضاربة و الاحتكار الذي يركم المستفيدون منه ثروات طائلة. قامت السلطات القمعية بمدينة طنجة، بإنزال كثيف لمختلف قواتها القمعية و أقسامها الاستخباراتية و أعوانها بالزي الرسمي و المدني بتطويق ساحة السوق البراني (المكان المقرر للوقفة الاحتجاجية) قبل الوقفة بساعات. لقد منع المواطنون من التوقف بالساحة من خلال دفعهم و استفزازهم، و تم اعتقال أربعة مناضلين ساعة و نصف قبل الوقت المحدد للوقفة !! و أخذهم كرهائن، كما أغلقت المنافذ المؤدية للساحة أمام حركة السيارات، و نشرت العديد من الآليات ( شاحنتن لخراطيم المياه و أكثر من 30 سيارة ما بين كبيرة و صغيرة) استعدادا لارتكاب مجزرة على شاكلة ما وقع في صفرو و إفني، لو قدر للحشد الجماهيري أن يجتمع. إننا في التنسيقية المحلية، و بالنظر لتجربتنا و تجربة شعبنا مع القمع الدموي الذي تعرضت له مختلف التحركات النضالية العفوية منها أو المؤطرة منذ ما قبل انتفاضة 23 مارس 1965 المجيدة مرورا بانتفاضات يونيو 1981 و يناير 1984 و دجنبر 1990 وصولا إلى انتفاضة إفني يونيو 2008 البطولية ، لا يساورنا الشك في طبيعة السياسة القمعية المناهضة لحقوق و تطلعات عموم جماهير شعبنا من جهة و الحامية لمصالح الرأسمال الأجنبي و خدامه المحليين من جهة أخرى. لقد كشفت للمرة الألف هذه الوقفة على أن الحاكمين يرعبهم انتظام الشعب و دفاعه عن حقوقه مهما كان هذا الانتظام جنينيا. كما كشفت أن لا سبيل نحو إقرار الحريات الديمقراطية و حرية التنظيم و الاحتجاج دون معركة جماهيرية واسعة تضم الشباب و العمال نساء و رجالا. إننا في التنسقية المحلية إذ نندد بهذا الحصار القمعي و الترهيبي نعلن للرأي العام ما يلي: A دعوتنا لكافة القوى المناضلة التقدمية المحلية الحاملة لهموم الجماهير الشعبية إلى توحيد قواها و التفافها حول إطار التنسيقية المحلية. A دعوتنا لكل القوى المناضلة للتشهير المستمر بالوجه القمعي البشع للحاكمين و كذا بسياساتهم المفقرة للشعب و المغنية للبرجوازيين. A مطالبتنا سلطات طنجة بالتراجع عن سياسة خوصصة المرافق العمومية و طرد الشركات المستفيدة و وضع هذه المرافق تحت إدارة عمومية و إشراف شعبي. A استعدادنا للنضال إلى جانب أبناء شعبنا مهما كلفنا ذلك على درب شهداء شعبنا الأبرار. طنجة في: 18/10/2009 عن التنسيقية