لم تفعل إسرائيل، اليوم 31-5-2010، بجريمتها الجديدة على أسطول الحرية في عرض البحر المتوسط سوى إضافة صفحة مظلمة إلى سجلّها الإرهابي. و الأسطول المكوّن من مختلف الجنسيات الدولية، و الذي انطلق من موانئ تركيا، ذو طبيعة مدنية بحتة، و أهدافه إنسانية، ترفض هذا الحصار الغاشم الذي يعاني منه المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة. و ليس مناصرة لطرف فلسطيني ضد طرف فلسطيني آخر. ما أودّ قوله إنّ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، و كما يوضح أسطول الحرية، قد يكون أكثر جدوى لو اتخذ طابعاً سلمياً، أو شكل الانتفاضة المدنية. و هو يخبر السلطة الفلسطينية أنّ المفاوضات السياسية لا تكفي وحدها لإجبار إسرائيل على الخضوع للقوانين الدولية. وفق أصوات المصالحة من الطرفين الفلسطينين يرتجى الاتفاق بينهما على هذا الحدّ الأدنى من مواجهة الاحتلال. و هو يسقط أية ذريعة لإسرائيل، والولايات المتحدة، والغرب عموماً، بالحديث عن أيّ تطرّف إسلامي، أو ما شابه. الشيء الذي لمّا تزل تستثمره هذه القوى الاستعمارية لتسويغ حروبها في المنطقة. من المؤكد بعد ذلك، و إذا ما تحققت هذه المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، لا يمكن للحكومات العربية سوى الرضوخ لمشيئة الشعب الفلسطيني في طي صفحة التطبيع مع إسرائيل كيفما كانت طبيعته. و ربما ذلك وحده سوف يشكّل ضغطاً قوياً يمكن استثماره في أية مفاوضات مقترحة، و ذات جدوى، و إن كنت أشكّ بذلك على المدى القريب. هل يمكن للأحداث أن تأخذ مساراً آخر تصعيدياً، بما ينبئ بحرب شاملة، لا أعتقد أن تركيا بصدد التفكير بذلك، و بالتأكيد إذا ما اندلعت هذه الحرب سوف يكون لها أسباب، على الأغلب، تتعلق بالجبهة الشمالية لإسرائيل!. و لا أظنّ أنّ تركيا سوف تكون طرفاً فيها؟