وجدة-أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله اليوم صلاة الجمعة بمسجد باب الريان بمدينة وجدة. واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بتبيان أن كل المشكلات التي عانى منها الناس في مجتمعاتهم ماضيا وحاضرا لها سبب واحد ودواء واحد، موضحا أن السبب هو نية الإنسان وقصده من العمل إذا أراد به نفعا خاصا أو غرضا دنيويا فيؤدي به ذلك إلى الإضرار بمصلحة الغير، في حين أن الدواء هو مجموع في إخلاص العمل ومستمد من إخلاص النية لله تعالى. وأضاف أن من أهم مقاصد الإسلام إصلاح قلوب المسلمين وتصفيتها من الغش والرياء وتنقيتها من كل الشوائب حتى تخلص العبودية لخالقها عز وجل فتظهر آثار ذلك على سلوك المسلم المخلص أعمالا ينفع بها الله البلاد والعباد. وأبرز أن الإخلاص هو تاج الأعمال وأن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة، حيث يقول الرسول الكريم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، مذكرا بأن الإخلاص ليس ادعاء بل هو صدق النية مع الله وهو شرط أساسي في قبول الأعمال وأن المسلم مطالب بأن يقصد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة في قوله وعمله وذلك لا يكون إلا بإخلاص النية والقصد والإرادة لله عز وجل. وأكد الخطيب أن الإسلام عظم القصد الحسن ورفع من شأن النية الصحيحة الصالحة وجعل جزاء الأعمال مرتبطا بها على اعتبار أن الإخلاص هو حقيقة الدين ولب العبادة وشرط في قبول العمل وأن النية بالنسبة للعمل بمنزلة الروح للجسد وبمنزلة الأساس للبنيان، مبرزا خيبة من يأتي يوم القيامة بأعمال مثل الجبال لكن الله يجعلها هباء منثورا لأنها تفتقر إلى الإخلاص فيكب صاحبها على وجهه في النار . وبعد أن أشار إلى أن الإبطال والإحباط هو نصيب كل من لم يخلص العمل لله وقصده وغيره ،قال الخطيب إن للإخلاص فوائد كثيرة فهو دافع قوي للإحسان في القول والإتقان في العمل وهو سبب لقوة القلب ورباطة الجأش وتحمل الأعباء والتكاليف بأريحية واحتساب. كما أن الإخلاص والصدق مع الله تعالى، يضيف الخطيب، يعين على النهوض بالحق والتخلص من كيد الشيطان وتسلطه وأنه بفضل الإخلاص يصرف الله تعالى عن العبد السوء والفحشاء ويقوي إيمانه بالحق والثبات عليه، مبرزا أن الأعمال والطاعات لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض. وأكد الخطيب أيضا أن إخلاص النية لله في سائر أعمال الطاعات والقربات هو قلب العبادة وروحها وأساس صلاحها وكمالها وسر قبولها وثبوت الأجر والمثوبة عليها إذ بالإخلاص يتقرب المسلم والمسلمة في أعمالهما التعبدية لله عز وجل ويبتعدان عن كل ما يضلهما في الدنيا والآخرة. وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا عزيزا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع للعلي القدير بأن يشمل بواسع عفوه ورحمته الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويجعلهما في مقعد صدق مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.