سيدي الرئيس المحترم : حضرات الخبراء و أعضاء المنتدى الدائم أيها الأخوات و الإخوان ممثلو الشعوب الأصلية أنا سعيد بالحضور معكم اليوم لمناقشة مجموعة من القضايا المرتبطة بحقوق الشعوب الأصلية . لقد عرف نمط حياة الشعوب الأصلية تغيرات جذرية في القرن الأخير باسم التقدم الاقتصادي حيث تعرض عدد كبير من هذه الشعوب للتهجير و التخلي عن أراضيها الجماعية بمختلف الوسائل من تحايل وترهيب، وذلك لتحل محلهم مؤسسات صناعية وطاقية كبيرة. وبالمقابل، لم تستفد هذه الشعوب من تواجد هذه المؤسسات ولم تجن ثمار استغلال أراضيها، بل أصبحت عرضة لمجموعة من المشاكل الاجتماعية و الصحية من فقر و أمية وجريمة و أمراض وبائية كما أنها تتعرض يوميا لهضم حقوقها وعلى رأسها حقوق الإنسان. إن التنمية البشرية تمثل بالنسبة للشعوب الأصلية الوسيلة المثلى للحفاظ على نمط عيشها على أراضيها والتحكم في طرق استغلال خيراتها ، كما تقول فكتوريا طولي كوربوز رئيسة المنتدى الدائم حول قضايا الشعوب الأصلية بالأممالمتحدة . لقد حاولت الشعوب الأصلية دائما منذ ظهور الدول الأمم الحفاظ على هويتها وعلى أراضيها حيث يعد ارتباطها بالأرض العنصر الأساسي و الجوهري لوجودها. في المغرب ، تمثل أراضي الجموع حوالي 12 مليون هكتار وهي أكبر وأهم وعاء عقاري بالبلاد . ويعود أصل جماعية هذه الأراضي إلى ما قبل دخول الإسلام ، حسب بعض المتخصصين ، يمكن اعتبار هذه الملكية الجماعية أصلا للملكية الفردية ، لقد كانت هذه الأراضي ملكية عائلات في البداية ، وكانت تستغل جماعيا وهذا ما جعل ملكيتها تعود في نهاية المطاف للقبيلة . وتعود الظهائر التي تنظم هذا الوعاء العقاري ) أراضي الجموع ( إلى ما قبل 1919 . وتمت مراجعتها لعدة مرات ، وهكذا لا يمكن أن تفوت للخواص ، وتبقى الدولة أو المؤسسات ذات الصفة المعنوية هي الوحيدة التي يمكن لها شراؤها ، غير أنه يبقى وضع هذه الأراضي محاطا بغموض وضبابية قانونية مما يجعلها عرضة لأهواء الوزارة الوصية ، وهكذا حسب مصادر موثوقة عندما كانت وزارة الداخلية في أوج تحكمها وتسلطها تم تفويت نسبة مهمة من هذه الأراضي لخواص أغلبهم وجهاء مدنيون وعسكريون وذلك بكيفية غير مباشرة ، عبر قنوات الدولة لعدم الرغبة في إثارة الانتباه . حاليا ، يتم تسيير وتدبير شؤون هذه الأراضي من طرف مديرية الشؤون القروية التابعة لوزارة الداخلية ، هذه الأخيرة نجدها وراء سياسة نزع الأراضي الجماعية في عدد من مناطق القبائل الأمازيغية بالمغرب ) شتوكة ايت باها بسوس ، أزغار بالأطلس المتوسط ، أزرو ، صفرو، لقباب ، ..........( توصيات : - تحديد وتحفيظ الأراضي الجماعية بناء على معطيات ما قبل الحماية الفرنسية . - تمكين السكان الأصليين من ذوي الحقوق من التمتع بأراضيهم الجماعية المنزوعة أو المكتراة بالاستفادة من نسبة مداخيلها أو بتعويضهم عنها . - وضع لوائح لذوي الحقوق الحقيقيين من الأراضي الجماعية . - إحداث مجالس محلية ، إقليمية وجهوية منتخبة من السكان الأصليين لتسيير الأراضي الجماعية وحل النزاعات . - المطالبة برفع يد الوزارة الوصية ) وزارة الداخلية ( عن هذه الأراضي و التزام الحياد بخصوصها .
المسؤول عن قضية الشعوب الأصلية بالكونغريس العالمي الأمازيغي