في الحقيقة، إن هذه المشاركة أو موضوع النقاش هذا هو أول مشاركة لي في هذه الجمعية العظيمة، التي لم أتردد ولو للحظة واحدة وعلى مدى سنتين مضين من الزمان في أن أستفيد من النماذج والمسارد والدورات الالكترونية وكل ما استطعت الوصول و/أو الاستفادة منه من مناهل هذه الجمعية؛ والحقَ أقولْ، لقد مدتني هذه الجمعية بالكثير الكثير من الأفكار والهِبات المعنوية أثناء كتاباتي القانونية و/أو الحياتية الشخصية، ولقد تعلمت منها أن الأمور ستكون على أفضل من خير ما يرام ما دام قلمي يكتب. إلا أن الموضوع الذي ارتأيت أن يكون أول مشاركاتي في هذه الجمعية، هو التساؤل الذي ما انفك يناطح سحاب الفكر ويشحذ مواهب العقل النهمة، إن الموضوع الذي أود بشدة أن يشارك الجميع فيه هو تساؤل خطر إلى أنأى ما قد يصل إليه فكري الطموح، تساؤل خطر إلي بعد تجربة خضتها مع أحد الأساتذة الأفاضل من هذه الجمعية في وطني الحبيب المملكة الأردنية الهاشمية، التي لن تقبل يوما من الأيام أن يكون واطئ قدمه فيها ابعد ما يكون عن الاعتداد الأجوف بالذات. أرى أن أسأل الجميع، هل دائماً تهزم الخبرة الشجاعة الممنهجة والتفكير السليم العلمي والمنطقي؟ هل يكون صاحب الخبرة في مجال معين من العمل (وأرى أن يتم القياس على مهنة المحاماة؛ نظراً إلى كوني محامي) سابقاً لصاحب الأفكار العلمية والعملية؟ هل المحامي المزاول منذ فترة طويلة من الزمن يكون من اللازم الحتمي أكثر فهماً وحركةً من المحامي ذو الخبرة القصيرة (مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحامي قصير الخبرة يتمتع بمميزات أؤكد أنها تكاد تكون غير موجودة أو غير متأصلة لدى المحامي ذو الخبرة الطويلة)؟ ثم هل من الممكن فعلاً أن يتشارك المعلم وتلميذه وعلى قدم المساواة في تحصيل النتيجة المرجوة للموكل، لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن ذلك التلميذ لم يؤل جهداً في التعلم من أستاذه؟ في النهاية، أرجو عدم المنافقة الفكرية و/أو ممارسة أعمال المجاملة اللاواقعية و/أو المداهنة المسمومة. أرجو التكرم في المشاركة.