قال الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، إن مصر لم تشهد تأخراً على مدار 7 آلاف عام حضارة مثلما يحدث هذه الأيام .... وقال في حواره المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة أمس: "إن متطلبات الحضارة حاليا تتطلب 3 محاور: - أولها: وجود فائض إنتاج الغذاء. - وثانيها: تقسيم العمل بين الأفراد كل حسب قدراته واختصاصاته. - وثالثها: وجود حياة مدنية كريمة، بحيث يستطيع فيها بعض أفراد الدولة الإبداع، وليست مثل «المدن الملخبطة التي نعيش فيها في مصر». وأشار إلى أن مشروع «ممر التنمية» هو المخطط التنموي الوحيد الذي يمكن أن ينقذ مصر، مشيرا إلى أن الدولة عجزت عن تمويل المشروع منذ الثمانينيات وحتى الآن، بسبب تكاليفه التي تصل حاليا إلى 23.7 مليار دولار، بعدما كانت 6 مليارات دولار فقط عند بداية عرض المشروع على الحكومة. وقال إن «الحل الوحيد في تنفيذ المشروع هو طرحه للاكتتاب العام، حيث يشارك فيه الأفراد والمؤسسات الاقتصادية الخاصة المصرية والعربية والأجنبية، حتى لا نترك مجالا للفساد والمحسوبية». وحذر الباز من تقلص الأراضي الزراعية في مصر، بسبب البناء المستمر عليها، مؤكدا أنها تتقلص بصورة مخيفة وسريعة ... وقال: «للأسف إن المؤسسات العلمية في مصر لم تكن تعرف مدى انحسار الأراضي الزراعية حتى عام 1990»، مشيرا إلى أن الدكتور يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق، فوجئ بأن التقارير التي طلبها من 3 مراكز أبحاث، من بينها مركزان تابعان لوزارة الزراعة، كانت متضاربة في أرقامها. وأكد الباز أنه ليس هناك تخوف من حدوث فقر مائي في مصر، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المياه الجوفية في مصر خاصة في شرق العوينات وفى بحر الرمال العظيم، وهى مياه أنقى وأفضل من مياه النيل. وقال إن دلتا مصر ليست بعيدة عن مخاطر غرق بعض أجزائها مثل أي دلتا في العالم، لأنها عبارة عن ترسبات، مشيرا إلى أنه لاحظ – هو شخصيا – انحسار أراضى الدلتا عن البحر خلال زياراته الأخيرة لرأس البر .... ولفت إلى أن أهم العوامل التي تؤدى لانحسار الدلتا هو انحسار الطمي عنها بعد بناء السد العالي، وتسببه في انخفاض قوة اندفاع المياه