هل ستزج الجزائر بمنطقة المغرب العربي في خريطة المناطق النووية؟ ما هي قدرات جارتنا الشرقية في صنع سلاح الدمار الشامل ، القنبلة ؟ الجواب إيجابا قدمه في هذه الأيام مختصون ودبلوماسيون ومتتبعون ، من أبرزهم احد المختصين في الشؤون النووية برونو تيرتي في كتاب له تحت عنوان:«السوق السوداء للقنبلة» . ليس جديدا أن الجزائر شرعت في بناء هياكل قاعدية نووية منذ منتصف الثمانينات ، وعقدت لهذا الغرض اتفاقيات مع دول مثل الصين والأرجنتين وروسيا وكوريا الشمالية، بل استقدمت خبراء أجانب لتسريع وتيرة المشروع وتأطير العلماء الجزائريين ، لقد بنت الجزائر مفاعلين نوويين في سرية تامة قبل أن تكشفهما الأقمار الصناعية. إن التوجه إلى إيجاد البنية التحتية لتصنيع القنبلة النووية لمن شأنه التأثير على استقرار المنطقة المغاربية ، والإخلال بالتوازن العسكري بإمكانية امتلاك أحد أقطارها لأسلحة الدمار الشامل . «انها تتوفر على بنية نووية مهمة - يقول مؤلف كتاب السوق السوداء- ليس هناك معطيات كافية ، لكن قدراتها حقيقية». من بين القدرات التي أعلنت عنها الجزائر ، المفاعلان النوويان «النور»و«السلام»، يوجد الأول ب«درارية» غرب العاصمة وقوته 3 ميغاوات، شيدته الأرجنتين في سنة 1989، اما الثاني فتم إنشاؤه من طرف الصين سنة 1982 بالقرب من جلفة الواقعة جنوب العاصمة وتبعد عنها ب 270 كلم وقوته 15 ميغاوات(وهناك تقارير تقول أنها أكثر من 60 ميغاوات)،وتنتشر مرافقه على مساحة 4 كلم مربع منها خمسة أنفاق موجودة تحت الأرض وتحيط به نظام من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات ويستطيع إنتاج كمية من البلوتنيوم من 3 إلى 5 كلغ في السنة وهو ما يكفي لصنع قنبلة نووية كل سنة . هل هذه القدرات المعلن عنها رسميا حقيقية؟أم أن السنوات الثلاثين من العمر النووي الجزائري استطاعت أن تطور المفاعلين ولم لا بنت مفاعلات جديدة لم يكشف عنها بعد؟ قد تنحو تصريحات المسؤولين بالجزائر بان هذه البنية هي للاستخدام السلمي المدني مثل إنتاج الطاقة ... لكن وزير الطاقة والمعادن أكد بان بلاده ستشتري مفاعلا نوويا كل خمس سنوات ابتداء من 2020 وأنها تستغل اليوم عشرة مواقع يتوفر بها اليورانيوم الذي تتوفر منه على احتياطي خام يقارب 30الف طن ، مشيرا إلى أن هذه الإمكانيات من شأنها تشغيل مفاعلين بقوة 1000 ميغاوات طيلة 60 سنة. يصنف برونو تيرتي الجزائر في خانة الدول «المؤهلة» لصنع القنبلة النووية وأن إمكانيات مفاعل عين وسارة اليوم أضحت مجهولة، وأن الجزائر تمتلك مخزونا هائلا من اليورانيوم، وأنها الوحيدة في منطقة شمال إفريقيا التي تستطيع امتلاك السلاح النووي . وبالرغم من هذه المعطيات تمانع الجزائر في المصادقة على البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الذي يخول لمفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحية القيام بعمليات تفتيش بناء على إشعار أقصر زمنيا يصل إلى حد ساعتين فقط ويمنح الوكالة صلاحيات تفتيش اكبر ...