رن هاتفي النقال،،،، الووو،،،، من معي، صديقك (؟) من غزة، فرحت كثيراً، فدار الحديث، حيث كان مجمله عن رسالة الماجستير التي يقدمها صديقي هناك، موضحاً لي أن رسالته تحتاج إلى بيانات إحصائية من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقلت له على الفور: اذهب إلى مكتب الجهاز في غزة سيزودك بالبيانات، فرد قائلاً، انه مغلق منذ عامين، قلت له "لماذا"، فرد مرة أخرى قائلاً: بسبب الأحداث التي حصلت قبل عامين ما بين فتح وحماس!!! هنا توقفتُ عن الحديث معه، وأنا أحاور نفسي ما بين صيغة الحوار، وحوار الصياغة، قائلاً لنفسي هل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، جهاز حزبي و سياسي؟!، فعلى حد علمي ان مؤشر بوصلة هذا الجهاز تشير إلى العدد الإحصائي والقدس، وليس له أي ارتباطات حزبية يحسب عليها، فلماذا يغلق ؟!؟!؟ بما معناه،،، يجب أن نتوقف قليلاً، لنفك تلك الأقواس عن معادلة الإحصاء الفلسطينية، ذلك لأنها معادلة جُل همها المحافظة على جودة العينة الديمغرافية للشعب الفلسطيني، فبدون مؤسسة الإحصاء ستضيع معادلتنا الرقمية بين دهاليز السياسة و تشابك الأرقام، والذي يتوجب منا جميعاً "ابعاد" مؤسساتنا الوطنية عن المناكفات السياسية والحزبية!!! أن الإحصاء الفلسطيني يشكل خلية نحل يتعاون فيها الجميع لإنجاز العمل، مهما تكن درجة صعوبته وظروفه، وكما قال الحكماء: " بالجد والعمل يحقق الأمل" .. أفلا يستوجب منا وقفة جادة ترنو إلى فتح أبواب هذا الجهاز لكي يكون متواصلاً مع توأمه في الضفة، في الوقت الذي نرى فيه أن أسرة الإحصاء الفلسطيني حققت الرقم الصعب في المعادلة الصعبة من خلال، الجهد، والمثابرة، والإصرار، حتى أصبحت رقما صعبا بين مؤسسات الإحصاء العالمية، حيث حصدت الكثير من الأوسمة والجوائز العالمية : جائزة فلسطين للإبداع والتمييز، وجائزة افضل عمل إحصائي عربي، والمرتبة الأولى للوزارات والمؤسسات الرسمية لدى ديوان الرقابة المالية والإدارية، إضافة إلى الإبداع و التميز الذي يسير عليه الإحصاء الفلسطيني حيث انه على طريق الإعداد والتحضير لإجراء التعداد الزراعي الأول لهذا العام . السؤال هنا موجه إلى كافة المسؤولين، أليس الحري بنا أن نفخر بتلك المؤسسة ؟، وأمام تلك الحقيقة الإحصائية، أليس الحري بنا أن نفك الأقواس التي تغلق جهاز الإحصاء الفلسطيني في غزة الحبيبة ؟ وبما أن الإحصاء الفلسطيني نجم مهني وإداري يسمو سماء الوطن، أفلا يتطلب منا جهدا لحمايته والمحافظة عليه من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني التي نتطلع إليها جميعا، ولكن أين الجامعات الفلسطينية، التي حصدت جوائز عالمية نفتخر بها جميعاً من هذا الإغلاق؟، وهل ترضى تلك الجامعات هذا الإغلاق؟ أليس نجاحكم "مدعما" بأرقام إحصائية تتوج هذا النجاح؟ من هنا نناشد جميع المسؤولين، والهيئات الإنسانية، وجميع الجامعات الفلسطينية، للتحرك من اجل فتح مكتب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في غزة الحبيبة، ونحن نعرف إن اخوتنا في غزة سيتقبلون هذه الدعوة بكل صدر رحب، فنحن بانتظار "قرار" يسمح "بفتح" هذا المكتب في غزة الصمود والتحدي!!! وأنا على قناعة بان صديقي الذي اتصل بي سيذهب قريباً إلى مكتب الجهاز الإحصائي في غزة لاستلام البيانات الإحصائية التي يحتاجها من اجل إتمام رسالته التعليمية .