أصابع الاتهام تتزايد تجاه الموساد الصهيوني بالتورط في ما بات يصطلح عليه بعملية “دبي غيت”. وبالنسبة للخبراء، فطريقة التنفيذ تشبه كثيرا طرق جهاز المخابرات الصهيوني المعروف بالموساد. ذلك هو رأي( بول دي هيرت) الخبير في أجهزة الاستخبارات " الموساد اعتاد أن يستخدم في عملياته جوازات سفر دول أجنبية ما يثير الكثير من التوترات. فالأمر يتعلق هنا بسرقة هويات وهذا برأيي خطير جدا. أعتقد أن عدم اللجوء إلى القضاء في هذه الحالة سيكون خطا في حق الأشخاص المعنيين بهذه السرقة. فقد وضعت أسماؤهم على قائمة سوداء وباتوا محل شبهة. كل هذا ستكون لها عواقب مادية ومعنوية بالنسبة لبعض المواطنين”. لم تنجح التصريحات الباردة التي يطلقها قادة الكيان الصهيوني في إخفاء حالة الغليان التي تموج بها تل أبيب، بعد فشل الموساد في إخفاء الآثار المفضوحة لتورطه في جريمة اغتيال القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح، لما أثارته من انتقادات داخلية عنيفة، لا يستبعد أن تؤدى إلى فتح تحقيقات سرية مع كبار قيادات المخابرات الصهيونية، وعلى رأسها مدير الموساد، مائير داغان. أغبى عملية في التاريخ من جهته تحدث الخبير الاستراتيجي، محرر مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، أنطوان شلحت، عن تسليط الضوء على هذه القضية دون غيرها قائلا: «إن ما فجر القضية خروج وثائقها وصورها إلى الملأ على الفضائيات». وقال لصحيفة المصرى اليوم إنه بمجرد نشر الصور، اتضح أن هناك انتحالاً لهويات وشخصيات إسرائيلية تحمل جوازات سفر مزدوجة "إسرائيلية – أجنبية"، خاصة جوازات السفر البريطانية، وهو ما جعل الجميع ينبش في معطيات العمليات السابقة التي نفذها الموساد بالطريقة نفسها، دون أن تحظى بهذه العلنية. وإذا كانت هذه العمليات كانت تجرى سابقا في الظلام ولا تترك أي أثار يمكن أن تدين إسرائيل، فمن المؤكد أنها مازالت هناك معلومات لم تنشر، خاصة تلك التي تثبت تورط الموساد، وهو ما تعمل عليه أجهزة الأمن الإماراتية، التي لم تعتمد في تحقيقاتها للكشف عن هذه القضية على الكاميرات المزروعة بالفندق فقط، وإنما شملت الكاميرات الموزعة في جميع أنحاء المدينة، منذ لحظة وصول خلية الاغتيال، حتى مغادرتها الفندق. وبينما اعتبر شلحت أن هذه الطفرة التكنولوجية التي حدثت في العالم أحد أسباب إخفاق الموساد هذه المرة، إلا أنه لم يأخذ بعين الاعتبار الفارق الشاسع بين ظروف العمليات السابقة وهذه العملية. هذا وقد صنف موقع «قضايا مركزية» الإلكتروني الصهيوني هذه العملية باعتبارها «أفشل» العمليات في تاريخ الموساد، خاصة مع استهانته الواضحة بشرطة دبي، وقدرتها على الكشف عن منفذيها. دليل تاريخي على استخدام الموساد لجوازات سفر غربية كما رجح رجل بريطاني وقع ضحية جهاز المخابرات الصهيوني الخارجي قبل نحو 30 عاما، أن يكون جهاز الموساد هو المسئول عن اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح. وقال (بيتر ديربيشاير) إن جهاز الموساد استخدم جواز سفره لتنفيذ عملية في لبنان قبل نحو 30 عاما، وأضاف "في أحد الأيام كنت جالسا في العمل.. واتصلت بي الشرطة البريطانية وطلبت مني أن أعود إلى المنزل، وهناك أخذوا يستجوبونني". وتابع "سألوني إن كنت قد ذهبت إلى إسرائيل قبل هذه المرة.. وإن كنت فعلت كذا وكذا،" مشيرا إلى أن الشرطة أبلغته بعد ذلك أن جوازه تم تزويره ليستخدم في عملية تفجيرية في بيروت." وقال ديربيشاير لCNN إنه تفاجأ عندما سمع وقرأ في وسائل الإعلام عن اغتيال المبحوح، وأضاف "لقد اندهشت.. لأنني لم أصدق أنه بعد 30 عاما ما زال الأسلوب نفسه متبع في مثل هذه العمليات." ولم يعرف ديربيشاير الأسباب التي دفعت الموساد إلى استخدام جوازه، لكنه قال إن حكومة بريطانيا أبلغته بأنه من الخطر الآن استخدام الجواز، وأعطي مبلغا من المال لاستخراج جواز سفر جديد، لكن أحدا لم يقدم له أي تفسيرات. واستخدم جواز ديربيشاير في عملية اغتيال علي حسن سلامة الناشط الفلسطيني عام 1979، والذي كان يعتقد أنه العقل المدبر لعملية خطف الرياضيين الصهاينة في دورة الألعاب الأولمبية بميونخ عام 1972. وفي ذلك العام، قامت مجموعة فلسطينية تطق على نفسها منظمة "أيلول الأسود" باحتجاز عدد من الرياضيين الصهاينة ، فقتل اثنين منهم أثناء ذلك، واحتجز تسعة آخرون كرهائن مطالبين بالإفراج عن 200 أسير فلسطيني. ورفضت الحكومة الصهيونية، برئاسة غولدا مائير، حينئذ، طالب الفلسطينيين، ولقي الرياضيون مصرعهم في محاولة إنقاذ فاشلة قامت بها وحدة خاصة من الجيش الألماني في المطار، في العملية التي عرفت لاحقاً ب" مجزرة ميونيخ وغولدا مائير." وبعد سنة واحدة، قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم محمد يوسف النجار، رئيس جماعة "أيلول الأسود" في بيروت، وعلى مدى عدة سنوات لاحقاً، جرت تصفية عدد من الفلسطينيين ممن يعتقد بمشاركتهم في العملية، في عملية أطلقها الموساد سميت ب"غضب الرب". http://almajdinfo.net/?ac=showdetail&did=3092