لا يملك المرء السوى إلا أن يتقدم لأهالى قتلى مذبحة نجع حمادى من الإخوة المسيحيين بالتعازى القلبية والحزن الشديد على ما آلت اليه أحوال الوطن من تحرش مستمر وإعتداء دائم على حقوق الانسان والمواطنة التى من المفترض أن تحمى كل أفراد الوطن ولا تقصرها على شخصيات مسئولة ! و أن توفر للجميع مظلة من الأمان تساعدهم على أداء مهامهم و التمتع بحياتهم بشكل طبيعى تبث فيهم الثقة فى الدولة الحارسة المؤتمنة وتوطن فى أنفسهم الإحساس بالإنتماء لوطن لم يبخل عليهم ولم يهملهم أو يفرق بينهم على أسس سياسية أو طائفية ويجذر فى يقينهم قيم العدل والحق والحرية ! لقد افتقد المصريون كل هذه المهام الواجبة على الدولة واستشعروا غياب الدولة عند توزيع الحقوق ووجودها الدائم فى التقييد والمنع والجباية ! وهو ما تم ترجمته الى حالات مرضية نفسية أصابت أكثر من ثلث الشعب المصرى أهمها على الإطلاق حالة الإكتئاب وازدياد نسب التحرش الجنسى أو العنيف وارتفاع معدلات جرائم الشرف والنصب والقتل والسرقة فى دلالة مهمة لم يعيها نظام الحكم ولم يتخذ أى إجراء للوقاية أو للعلاج بل انشغل بما يهم مسئوليه من الرغبة العارمة فى الانتظار والبقاء فى سدة الحكم تحت مسمى الاستقرار والشرعية وفى ذلك استحل حرمات الشعب وثروات الوطن وأهان كرامة مصر والمصريين فتأخرت مصالح الشعب والوطن أمام مصالح القيادة مما استوجب تعديلا فى مفاهيم رسخت فى وجدان الشعب المصرى حتى سمعنا من أكبر مسئول ومن معه تعريفا جديدا للأمن القومى المصرى الذى اختزل بحيث أحاط فقط بمقاعد الحكم والسلطة فمن سعى أو نظر اليها فقد هدد أمن البلاد !!!!! بصراحة أنا أحمل النظام المصرى السياسى والأمنى والإعلامى كل ما يحدث من فتن وخراب فى أرجاء الوطن ومنها أشتداد الأزمة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد وزيادة حدة الاحتقان لفشل النظام فى إدارة هذه الأزمات حيث يسيطر عليه منطق البيزنس بأن لكل مشكلة حل .. صحيح لكن أيضا لكل حل ثمن !!! مصر اليوم تغرق فى الأعماق حيث يستمر غرقها منذ عشرات السنين دون اتخاذ أى إجراء لوقف الغرق فى الوقت الذى تقفز فيه بلدان أحدث منها لمصاف الدول المتحضرة تشريعيا وتنمويا ! مصر اليوم فى حاجة لحراك شعبى فى المقام الأول يدعمه حراك سياسى رغم الحصار الأمنى المفروض على كل بر مصر ! لا لضعف النظام واستخذائه أمام أعداء الأمة ، لا لعنف النظام مع شعبه ومعارضيه السياسيين ، لا لفجور النظام وزبانيته فى كل السلطات وإهداره لكل القيم والأخلاق النبيلة التى عاش عليها وتربى الشعب المصرى ! لا لاستخفاف النظام بقيمة الانسان المصرى وإهانته وتجريف شخصيته وتفزيعه بسلسلة قوانين فاسدة ظالمة مستبدة تعبر عنه وعن طلباته هو و لا تعبر عن مطالب الشعب المصرى وتطلعاته وأماله !!!فى العيد كان يجب أن نفرح وننطلق بحرية فى بلدنا مسلمين ومسيحيين ، فإن حدث عكس ذلك فنظام الرئيس مبارك هو المسئول عن ألامنا وأحزانا وضياع فرحتنا ولا نقول إلا ما يرضى ربنا فاللهم انا نسالك لمن كبت امننا وضيع بلدنا واذل شعبنا وافقر اهلينا وضيع اموالنا واعتقل شرفاءنا واطلق لصوصنا وقاتلي اهلينا في مصر الحبيسة اللهم انا نسالك ان ترينا فيهم عجيب قدرتك وشديد بأسك وعاجل نقمتك كما اريتنا فيهم عجيب حلمك يا مولانا الشفيق يارب البيت العتيق يا سامع الصوت وسابق الفوت وكاسي العظام بعد الموت يا قريبا غير بعيد وياشاهدا غيرغائب ياودود ياذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد نسألك بنور وجهك الذي ملأ اركان عرشك وبقدرتك التي قدرت بها علي خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ ان تعجل لأخواننا فرجهم وتحفظ عليهم اهليهم واموالهم واعمالهم وان ترينا فيمن ظلمهم يوم عيدهم عاجل باسك وشديد غضبك وقوي انتقامك هم واعوانهم واسيادهم اللهم امين اللهم امين امين