لا يكاد يمر يوم علي حتي يطربني محمود الصغير بصوته الندي من مقتطفات أنشودة مين بتحبوا أكثر (بابا ولا ماما) من قناة طيور الجنة ، ولا يزال يرددها علي حتي وانا أتابع ماتش لكرة القدم بين مصر والجزائر والذي رد للمنتخب المصري والمشجع المصري هيبته بعد الهزيمة الاخيرة في مباراة السودان . فكرة الأنشودة وطريقة طفلي الصغير ألهمتني في كتابة هذا المقال بعد رؤية الجماهير الحاشدة والصور المفرحة للشعب الفلسطيني الأبي وهو يهتف بأسم مصر ، ومنتخب مصر وكأن المنتخب الفلسطيني المحروم من المشاركة كما باقي الأندية العربية من ممارسة حقة الشرعي في لعب كرة القدم ساحرة القلوب هو المنتخب الفائز وكأن فلسطين هي من فازت . لا أخفيكم فلا زالت الصور المشجعة ،والفرحة التي أجتاحت شوارع غزة تثير في نفسي سؤال أهلنا في غزة مين بتحبوا أكثر ( بابا ولا ماما) عفوا أقصد مين بتحبوا أكثر مصر ولا الجزائر يعني لو فازت الجزائر كنا سنري هذا الأنفعال العالي والهتاف الشديد والفرحة العارمة في شوراع غزة ولاهي مصر فقط (حبيبه قلوبكم) ؟!! ربما تتسع دائرة الأجابة وتزيد الأثارة حولها لأن الشعب الفلسطيني ذكي بالفطرة ،أحنا بنحب بابا وماما يعني مصر والجزائر وستجد بعض المتحذلقين من شعبنا المغوار يصرح لنا أننا نحبهم قد (البحر وسمكاته ،والسما ونجماته) ولا فرق بين مصر والجزائر فكلاهما عرب ومسلمين أحباب ومن دمنا ولحمنا ،عيني عليكم باردة . لكن الغريب في هذا الشعب أنه لا يعرف في قلبه حقد أبدا ولا يتصور نفسه في يوم يحمل ضد اي دولة أو أي شخص ضغينة وكره وحقد مهما كان وضعه وسوابقه مع فلسطين وأهلها ،وستجد الفلسطيني دوما فرحا لانتصارات جيرانه العرب حتي ولو كانت أنتصارات وهمية كأنتصارات الكرة التي لا ترحم ! صور الشعب الفلسطيني بالرغم من الحصار والتضييق والخناق لا تمثل الا صورة حية من حيوية هذا الشعب وتيقظه ومعرفته لجميع أخبار العالم ،وأنه مهما أشتد الحصار والضور ومحاولات التجويع لشعبنا لن ينال الجلاد من قتل روح الامل ولن ينال الجلاد غرضه في أحباط اهلنا وقتل روح الحياة والاستمرارية رفع العلم المصري في غزة و الشوارع وفوق البيوت وعلي أكتاف الشباب الغزيين يعيد لنا ذكريات الامجاد ويثبت أنه مهما حصل فكلنا شعب واحد ، عدونا واحد ، ديننا واحد ويصفع هؤلاء الاعلاميين الجهال الذين يبغون الشهرة من وراء المساس بغزة ، من خلال استغلال مكانتهم الاعلامية لأيقاع شعبين عزيزين بينهما أمتن وأقوي أواصر الخير والمحبة والترابط الوطني والجغرافي والديني . مناسبة بسيطة فاز فيها (المنتخب المصري ) أعلن الشعب الغزي عن ولائه وانتمائه لمصر وقضيتها فرحت فلسطين لفرح مصر ،وخزي كل المزاودين وطأطأوا رؤسهم في الوحل ، ولم نسمع لهم صوت بعد رؤية صور فتيان غزة يفرحون لجيرانهم المصريين ،ليفهم الجميع الدرس وليتعلم من شعب غزة المحاصر الذي يسامح بعنفوان الصغير ، وحلم الكبير لا أريد أن أطيل فلو تحدثنا عن الشعب الفلسطيني فلن يكفينا مقال ولا مليء البحر حديثا لنوفي أجرك يا غزة (سلام بقي لنغرق )و سمعونا يا جدعان (زغروته) للمنتخب المصري وهارد لك للجزائر