حسام ابوطالب. القدس العربي. القاهرة 'القدس العربي'خيم الحزن أمس على الجالية الفلسطينية بالقاهرة على إثر الهجوم الشديد الذي شنته الصحف المصرية وعدد من الفضائيات على الشعب الفلسطيني. وكان التليفزيون المصري وعدد من الفضائيات الخاصة بدأوا في شن مشاهد تظهر الأحداث التي شهدتها رفح مع تعلقات ساخنة لمعلقين محسوبين على النظام وبعض الكتاب والصحافيين الذين شنوا إنتقادات لاذعة ونجحوا عبر ليليتين متواصلين في ان يجيشوا مشاعر الرأي العام المصري تجاه الفلسطينيين خاصة البسطاء الذين يصدقون كل ماينشر ويبث لهم من مواد دعائية تظهر كوادر حماس والمدنيين في القطاع باعتبارهم حاقدين على مصر وشعبها. وبلغ الحزن مداه بين أعضاء الجالية بعد أن شهدت عدد من مقاهي وسط المدينة حالة من الإستنفار بين زبائنها الذين إلتفوا حول القنوات التي كان يصرخ عدد من المذيعين بها طالبين القصاص من الفلسطينيين وبث تصريحات على غير الحقيقة توضح أن الفلسطينيين يرفلون في نعيم مصر حكومة وشعباً وأنهم يدرسون مجاناً ويشاركون المصريين الغذاء ووسائل المواصلات المدعمة على الرغم من أنه لم يعد هناك شيئاً مدعما على الإطلاق كما أن الطلبة الفلسطينيين يدفعون نفقات تعليمهم بالعملات الأجنبية ولايحصلون على اي إمتيازات تذكر منذ مايزيد على عقدين من الزمان. وأعاد الهجوم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن ماتعرض له الشعب الجزائري على مدار شهرين عقب مبارة المنتخب المصري مع نظيره الجزائري والتي خرجت على إثرها مصر من تصفيات كأس العالم حيث تبنت وسائل الإعلام المصرية المختلفه حملات دعائية مكثفة ضد الجزائر حكومة وشعباً وساهم في إزدياد حجم المشاعر وتأججها ضد الفلسطينيين الجنازة الشعبية التي أقيمت للجندي الشهيد أحمد شعبان أحمد جابر (22 سنة) المجند الذي لقي مصرعه برفح على الحدود المصرية. تقدم المشعين اللواء أحمد إبراهيم مساعد قائد المنطقة المركزية والمهندس محمد القلعاوي سكرتير عام المحافظة والعميد عاصم عبد الحافظ رئيس مدينة اهناسيا وممثل من كل أفرع القوات المسلحة ونائب مدير أمن بني سويف ومجموعة كبيرة من رجال القوات المسلحة وتجاوز عدد المشيعين 3000 من أهالي القرية عزبة محمد مسقط رأس الجندي التابعة لمحافظة بني سويف التي تقع على بعد 120كيلومتراً جنوبالقاهرة. وكان لافتاً إهتمام السلطات بإبراز حجم حالة الغضب الشعب في القرية وقامت بعض الفضائيات برصد كافة تفاصيل الجنازة وصورت مئات النساء وهن يبكين وعدد من الفلاحين من أقارب الجندي الذين ظلوا يرددون الهتافات الغاضبة وبعضها ضد الفلسطينيين. وطالبت أسرة شعبان من الرئيس مبارك القصاص من قتلة قريبهم الذي يقول والده أنه كان سيتزوج في غضون الأيام المقبلة وأنه كان سوف يشتري أثاث شقته خلال عودته للقرية، وللراحل عشر أخوة وأخوات. وفي سياق متصل شكك عدد من رموز ونشطاء المعارضة المصرية في الجاني الذي قام بقتل الجندي المصري وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' ندد محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان بالحملة الشعواء ضد الفلسطينيين وقال (عار علينا أن نشوه مسيرة أروع شعوبنا على الإطلاق هؤلاء الذين رفضوا الركوع لإسرائيل وأمريكا ويعيشون في ضنك من المؤسف أن نتهمهم زوراً وبهتاناً وقال تلك التهم ورائها اغراض دنيئة الهدف منها أن تنفض الشعوب العربية والإسلامية من التعاطف مع الشعب الفسطيني. ووصف عاكف التهم التي تلقى على الفلسطينيين بتلك التي تلقى على إخوان مصر وقال إذا كنا على يقين بأن النظام يفبرك لنا التهم والحوادث فلماذا سيكون صادقاً مع أهالي القطاع. وفي ذات السياق لم يستبعد عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية أن يكون قاتل الجندي المصري قناص إسرائيلي واشار الى وجود العديد من الوقائع على صحة ذلك الإعتقاد فمنذ حقب بعيدة والإسرائيليين ضليعين في مئات المؤمرات. وانتقد د.ضياء رشوان الباحث في شئون الجماعات الإسلامية الحملة الشرسة ضد الفلسطينيين بدون وجود أدلة حقيقة على أنهم مسئولين عن دم الجندى المصري وقال إن إسرائيل هي المستفيد الوحيد مما جرى ويجري من نشر بذور الكراهية في مصر تجاه الشعب الفلسطيني المجاهد والمحاصر منذ ثلاثة أعوام. وعبر الدكتور جمال حشمت نائب البرلمان السابق عن دهشته وصدمته من الهجوم على الفلسطينيين وتصويرهم للعوام باعتبارهم أعداء وأشار في تصريحات ل'القدس العربي' بأن على النظام المصري أن يدرك أن حماس التي يهاجمها ومعها مليون ونصف المليون فلسطيني هى التي تشكل طوق الحماية لحدود مصر وأمنها القومي.