أحيت جمعية الشروق للتربية و الثقافة و التنمية الاجتماعية بالزمامرة، ليلة السبت 13 دجنبر 2014 بمقر الجمعية بالحي المحمدي، أمسية ثقافية حضرها الأستاذ المحاضر نور الدين درواش، و مقدم الحفل الديني الأستاذ محمد الطالب، و أعضاء الجمعية و منخرطيها، و الضيوف الشرفيين. الأستاذ المحاضر –نور الدين درواش- من مواليد مدينة الجديدة، بها نشأ و تلقى تعليمه، حاز على الإجازة في الدراسات الإسلامية، و تابع دراسته من اجل نيل الماجستير من الجامعة العالمية بماليزيا و هي جامعة الكترونية، كان مشرفا عاما على الملتقى السلفي المغربي، و له شرح في المنظومة الحائية لابن أبي داود، ألقى دروسا بدار القران بالجديدة، كما تولى تدريس مجموعة من المتون، و شرح الأربعين، و شرح صفات صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم، و درس أيضا مقدمة بن أبي زيد القيرواني، و سلسلة اشراط الساعة و درس السيرة النبوية، و الآن يدرس مختصر الشمائل المحمدية للشيخ الألباني رحمه الله، و له صفحة على التواصل الاجتماعي (فايسبوك) للتعريف بالدعوة السلفية و حمايتها من كل دخيل. بدا الأستاذ المحاضر درسه بالتطرق إلى قوله تبارك وتعالى-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} أي: ما قدر المشركون الله حق قدره حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم، فمن آمن أن الله على كل شي قدير فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره. وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف. ذم الله سبحانه وتعالى طائفة من عباده عدم توقيرهم له عز وجل كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، وهذه الآية تكرر ورودها في القرآن في ثلاثة مواضع؛ في سورة الأنعام قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية91)، وفي سورة الحج قال الله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:74)، وفي سورة الزمر قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67). و قد استرسل الأستاذ المحاضر في شرح و تفسير الآية الثالثة و تبيان قوة، و جبروت و عزة، كرم الله عز و جل، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يقبض الله تعالى الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟)) فروى عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هكذا بيمينه يحركها يقبل بها ويدبر: ((يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم)) ، فرجف برسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر حتى قلنا: لَيَخِرَّن به. أنهى الأستاذ المحاضر بالدعاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و إلى الأسرة المالكة. و في نهاية الدرس عاد الأستاذ محمد الطالب إلى الجمهور الحاضر بالتوجه إليهم ببعض الأسئلة التي تمتح من الدرس و من أجاب عن السؤال يتلقى جائزة، و الجائزة الكبرى هو مخالفة المشركين الذين "ما قدروا الله حق قدره" بالامتثال لأوامر الله و أجناب نواهيه.