بعد أن فكت سرية الدرك الملكي بسيدي بنور لغز جريمة القتل الشنعاء، التي ارتكبتها امرأة في الأربعين من عمرها رفقة ابنتها العشرينية ، في حق والدتهم "الجدة" قبل 3 أيام على خلفية خلاف نشب بينهما على "حفنة شمندر" جاف يستعمل في أعلاف للأغنام. أعيد صباح أمس الأربعاء، تمثيل وتشخيص مراحل الجريمة تحت أنظار السيد نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية وقبطان الدرك الملكي بسرية سيدي بنور، و رئيس الدائرة وقائد قيادة المشرك، تحت تعزيزات أمنية مشددة بالمكان الذي تمت فيه عملية القتل، التي عرفت مراحل عديدة قبل اكتشاف الجثة المحروقة.
وكانت الجانية التي كانت رفقة ابنتها قد أقدمت على قتل والدتها المسنة، بعد أن هوت على رأسها بواسطة ساطور(شقور) وتكبيل يديها وإدخالها في كيس يستعمل للحبوب الزراعية، وقد أرتكبت فعلها هذا أمام أنظار طفلتها الصغيرة التي لم تتجوز السادسة من العمر ، والتي حاولت الفرار وهي تصرخ قبل أن يتم منعها من الخروج من المنزل من طرف أختها التي ساعدت الأم في تنفد العملية وقد تم أقناعها بعدم الانتباه للأمر والتزام الصمت ،ليتم حمل الجثة إلى إحدى جوانب المنزل وتم دفنها، قبل أن يتداركا الأمر بطلوع الفجر مخافة انبعاث الروائح من الجثة، مما حدا بهم إلى حملها على متن عربة مجرورة بدابة نحو إحدى قنوات الري المجاورة للدوار، حيث تم رميها من الأعلى قبل أن يتم إشعال النيران في الجثة باستعمال الصوف والتبن، وقد قامتا الجانيتين بتقليب الجثة وسط النيران المشتعلة، حتى تتعرض للاحتراق الكامل وبالتالي إخفاء ملامحها و لا يتم التعرف على هويتها، ليعودا أدراجهما إلى المنزل كأن شيئا لم يقع.
وبحلول الصباح تم اكتشاف الجثة المحروقة بالقناة من طرف أحد ساكنة الدوار الذي أبلغ عون السلطة والذي بدوره أخبر السلطات المسؤولة بمن فيهم الدرك الملكي الذين حلو بعين المكان وباشرو تحرياتهم وأبحاثهم انطلاقا من معارف الضحية وأسرتها و التي مكنتهم من أول الخيوط لمرتكبي هذه الجريمة النكراء.