" وأمام كل الاخفاقات التي واجهتني في الحياة ساقف اليوم قويا في وجه الموت..وداعا" بهذه الكلمات ختم اخ الشاعر عبد الله الحوفي "ع.ح" الذي وضع حدا لحياته شنقا بإحدى غرف فندق المسافرين بسيدي بنور ليلة الثلاثاء 2 شتنبر 2014،بعد ان أنهى رسالته المتكونة من 8 صفحات التي وجهها كل مكونات الكون بما فيها اسرته وعائلته واصدقاءه ولم ينسى في نهاية رسالته الطويلة حتى رجال الامن على ما سيقدمون علية من ابحاث بعد اكتشاف جثثه.
وقد تضمنت حيثيات رسالته معاناته المادية ووضعيته المتأزمة ،بالإضافة الى اخفاقاته في حياته ،وقد تخللت كلمات رسالته رسالته حتى الجانب الهامشي من حياته حيث أشار: "أخفقتُ في الشعر و الكتابة و الرسم ولم اوفق في حماقاتي الجميلة في حضن الحياة.."
وحسب ما افادت مصادرنا العليمة كذلك على أن الضحية الذي يشتغل في أستاذا في سلك لتعليم الثانوي بتانوية علال بن عبد الله بمدينة سيدي افني، هو اب لطفلين، وقد أختار غرفة معزولة للإقدام على وضع حد لحياته حسب افادة مسير الفندق .الذي أكد ان الضحية استأجر الغرفة لمدة 4 ايام، لكنه غاب عن الانظار مما اثار شكوكه ليقوم بالتبليغ عن ذلك لدى مصلحة المداومة التابعة للمنطقة الاقليمية للأمن بسيدي بنور التي حضرت على الفور ،ليتم اقتحام الغرفة بتعليمات من السيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي بنور.
هذا وقد تم العثور عليه معلقا في حبل المشنقة التي نصبت بأحد نوافد الغرفة التي كان يقيم بها. وقد رجحت نفس المصادر أن يكون الضحية قد أقدم على شنق نفسه قبل أيام بغرفته بالنظر إلى الحالة التي تم فيها العثور على الجثة، وهي في مرحلة من التحلل تفيد بأن الحادثة وقعت قبل ليلة الامس ،وقد تم نقل جثة الضحية نحو مستودع الاموات بالمستشفى الاقليمي بسيدي بنور حيث تم تحويلها بتعليمات من السيد وكيل الملك نحو المستشفى الكبير بالجديدة، لإخضاعها للتشريح لمعرفة اسباب الوفاة.
وللإشارة فقد فتحت السلطات الأمنية تحقيقا موسعا في ظروف وملابسات الحادث، للكشف عن حيثيات هذا الفعل الشنيع الذي أقدم الضحية على ارتكابه ،والذي يرفع الرقم المسجل في حالات الانتحار التي يعيش على ايقاعها الاقليم في المدة الاخيرة ،حتى بات اسم هذه المدينة يرتبط بصناعة الموت الاختياري.