حضرت أمس بأزمور ندوة علمية وازنة نظمتها الجمعية الشعيبية في موضوع العلاقات الثقافية بين الجديدة ، أزمور ودكالة والرباط ، احتفت ضمنيا بعميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري ، هذا الأخير ولدى مخاطبته لعامل الجديدة الذي كان حاضرا بالمنصة ، قال سعادة عامل إقليمأزمور قبل أن يتدراك في فلتة لسان ، دون أن يدري أنه بذلك أرضى رغبة نوالدين الهبولي ناشط حقوقي من أبناء أزمور مافتئ ينادي عبر مجموعة من الوقفات بإعلان أزمورإقليما قائما بذاته . وعلى شاكلة الجراري سقط الدكتور المصطفى الجوهري في فلتة لسان قائلا السيد رئيس الجامعة الشعيبية وهوبذلك كان يقصد السيد رئيس جامعة شعيب الدكالي . لكن بعيدا عن فلتات اللسان وتفسيرها عند فرويد ، وقف الدكاترة المتدخلون عند أعلام كثر ، جسدوا بأعمالهم على الواقع روابط فكرية بين دكالة العالمة والرباط ، ومنهم أبي شعيب الدكالي وامحمد الرافعي وعبدالرحمن الدكالي والقائمة طويلة ، بل حرص الدكتور عباس الجراري أن يذكر كل شيء بما في ذلك والدة الوزير نبيل بن عبدالله التي تتحدر من أزمور . لكن الملاحظ أن ندوة علمية بحجم ندوة أمس لا نلتمس لها عذرا مقبولا وهي تتنكر لعلم بارز من أعلام المغرب ، لم يربط دكالة بالرباط بل ربط المغرب بالعالم ، الحديث هنا عن الدكتور عبدالله العروي الذي ازداد بأزمور سنة 1933 صورته هي المرفوقة بهذا المقال ، ودرس بالرباط ونال سنة 1976 دكتوراه الدولة من جامعة السوربون بفرنسا عن أطروحته " الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية بين 1830 و1912 . وهو الدكتور والمفكر العالمي الذي كلفه المرحوم الحسن الثاني ، أن يكون سفيرا متجولا بأوربا لإقناع اليسار الأوربي عن الكف عن حملته الإعلامية والسياسية ضد المغرب ، من مؤلفاته الإديولوجيا العربية المعاصرة والعرب والفكر التاريخي ومجمل تاريخ المغرب ومجموعة من المؤلفات التي ترجمت إلى لغات عديدة .