عرفت الثانوية الإعدادية عبد المالك السعدي الواقعة بجماعة خميس متوح، عشية يوم أمس الجمعة، عقد ندوة تربوية وثقافية حول موضوع "التعليم بالعالم القروي، الواقع والآفاق، خميس متوح نموذجا"، من تنظيم الإدارة التربوية للمؤسسة وهيئة التدريس وجمعية آباء وأولياء التلاميذ. وقد حضر أشغال الندوة عدة فعاليات من المجتمع المدني وعدد من التلاميذ إلى جانب بعض الآباء، كما تشرف بالحضور كل من ممثل عن مصالح الدرك الملكي، وممثل عن مركز التكوين الفلاحي، والحارس العام بداخلية المسيرة بأولاد افرج، إضافة إلى بعض الأساتذة العاملين بالمؤسسات التعليمية المجاورة كمجموعة مدارس بئر الكوارة.
بعد افتتاح اللقاء بشكر الحاضرين وتقديم جدول أعمال الندوة، انطلقت المداخلات المبرمجة لهذا اليوم بتقديم عرض مقتضب من طرف الأستاذ عبد الله بورحيم حول الإدارة التربوية، حيث تطرق لمفهومها ووظائفها وكذا علاقتها بالحداثة والحكامة، مشيرا في مستعرض حديثه إلى دور المؤسسات التعليمية في الرقي بالقيم الأخلاقية وروح المواطنة.
مداخلة الأستاذ حسن حميل انصبت حول الإمكانات المتاحة لدعم التعلمات في مادتي اللغة الفرنسية والرياضيات، حيث استعرض مختلف الصعوبات التي تقف كحاجز أمام تلقي دروس المادتين الدراسيتين، مقدما في نفس الوقت بعض الحلول والتوجيهات والاقتراحات الكفيلة بتجاوز هذه التعثرات.
بعد ذلك تناول الأستاذ امبارك العروسي الكلمة ليتقدم بمداخلة حول علاقة الأسرة بالمدرسة، معرفا في بداية كلمته بمفهوم المؤسسة وأدوارها، ومبرزا تكاملها مع الأسرة في إطار تشاركي يهدف إلى تنشئة المتعلم بشكل متكامل، مع ضرورة تظافر جهود مختلف المتدخلين في القطاع التربوي لتحقيق الغايات الكبرى من التعليم.
رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ السيد عبد المجيد الزيراوي تقدم بكلمة حول دور جمعية الآباء ومجالات تدخلها، موضحا الصعوبات التي تواجه هذه الجمعية سواء على مستوى العمل الميداني أو التواصل مع باقي الشركاء من إدارة تربوية وجماعة محلية وغيرها، إضافة إلى متطلبات تأهيل الجمعية من تكوين أعضائها وغياب الأبحاث والدراسات المساعدة على تحقيق جميع الأهداف التي تسطرها جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بصفة عامة.
كما شارك الأستاذ هشام أوزايد بمداخلة قيمة حول تفعيل الحياة المدرسية ودورها في الارتقاء بجودة التعلمات، حيث أشار إلى عدة نقط مهمة تتعلق بمحورية المتعلم في النظريات المعرفية، وأهمية العمل وفق مشاريع التعاونيات المدرسية، داعيا في كلمته إلى ضرورة تفعيل المذكرات التي تشير وتركز على تفعيل الحياة المدرسية والمجالس والأندية التربوية ومختلف الخلايا بالمؤسسة كخلية اليقظة وخلية الدعم النفسي والاجتماعي والصحي وغيرها.
بعد أن أقيم حفل شاي على شرف الحاضرين، تقدم مجموعة من العاملين بالإعدادية بإلقاء كلمات في حق الحارس العام للخارجية السابق الأستاذ عبد الله بورحيم، والذي أحيل على التقاعد في الأيام القليلة الماضية، حيث أسهب المتدخلون في الإشادة بمجهوداته خلال فترة اشتغاله، معتبرين إياه مثلا وقدوة في الموظف المجد والمعطاء إلى آخر يوم له ضمن الهيئة الإدارية بالمؤسسة، حيث قدم الأستاذ رشيد الحمصي قصيدة زجلية حول رجل التعليم بين الماضي والحاضر والتي استأثرت بإعجاب الحاضرين، قبل الانتقال إلى منح المحتفى به السيد بورحيم عدة هدايا وشواهد تقديرية اعترافا بالاحترام والتقدير الواجب في حقه، ليتناوب الحاضرون على أخذ صور تذكارية مع المحتفى به تخليدا لذكرى تكريمه، قبل أن يخرج الجميع في جو بهيج إلى ساحة المؤسسة، حيث عمل المعني بحفل التكريم على غرس شتلة زيتون باسمه وسط حديقة الإعدادية تحت تصفيق الأطر التعليمية والإدارية والجمعوية التي تمنت للمكرم طوال الصحة والعافية، وذلك على أنغام أنشودة قدمها تلاميذ الإعدادية والتي تتغنى بالوطن والمواطنة.
وقد استغل بعض أساتذة الإعدادية فرصة الحديث إلى جريدة الجديدة24 لتوضيح سبب وضعهم الشارة التضامنية حول أذرعهم خلال أشغال الندوة، حيث تعلق الأمر باحتجاجهم على ما أسموه بالمجزرة التي ترتكب بشكل يومي في حق عدد من إخوانهم بالعاصمة الرباط جراء مطالبتهم بالترقية عن طريق الشواهد الجامعية، معبرين عن صدق نواياهم من خلال المشاركة في الأنشطة التربوية والثقافية بمؤسستهم والقيام بواجبهم المهني والإنساني من جهة مع عدم نسيان مطالبهم وضرورة النضال من أجل تحقيقها حسب ذات المتحدثين.
صالح الخزاعي: الجديدة24
مقتطفات من الندوة وحفل التكريم ترقبوا الشريط بعد لحظات...