تعتبر مدينة الجديدة من أهم المدن السياحية بالمغرب، بحيث تتوافد عليها أفواج جد مهمة من السياح الأجانب و الزوار المغاربة طيلة السنة، الشيء الذي ساهم بشكل كبير في بناء منطقة سياحية من الطراز الرفيع على مستوى شاطئ المدينة، مقاهي، مطاعم، فنادق … أعدت على أعلى مستوى من أجل النهوض بالقطاع السياحي للمدينة. كذلك خصصت مصالح الأمن الإقليمي بالمدينة ترسانة جد مهمة من رجال الشرطة من أجل المحافظة على أمن و استقرار المنطقة، و كذا حماية الممتلكات العمومية و الخاصة من السرقات التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص، رجال الأمن الوطني و القوات المساعدة هنا و هناك مستعدين للتدخل في أي لحظة تستلزم التدخل لحماية الأشخاص و الأماكن العمومية التي يلجئ إليها المواطن للترفيه عن النفس.
اشتد قيظ الصيف الساخن وحرارته الملتهبة وبدأ المراكشيون يتوافدون على مدينة الجديدة زرافات زرافات هربا من جو المدينة الخانق،تبدو الطريق إلى الشاطئ طوال فصل الصيف أقرب إلى موسم للهجرة فلا يكاد يحل هدا الفصل حتى ترى أهل مراكشوالدارالبيضاء وما جاورهما يحزمون حقائبهم إلى مدينة الجديدة ، مئات العائلات من مختلف الطبقات متوسطة الدخل والكادحة والميسورة وأيضا المنعدمة الدخل أصلا كالعاطلين والطلبة والتلاميذ الدين يفدون كضيوف على أقاربهم تتخذ من شاطئ الجديدة ملاذها الصيفي لتشكل امتدادا بشريا هائلا هو أقرب لنزوح شبه جماعي يتكرر في هذه الفترة من كل سنة
لمحة تاريخية : يعود النشاط السياحي بمدينة الجديدة إلى المرحلة الاستعمارية حيث أن المعمر الفرنسي أولى اهتماماته بالجديدة بحكم تواجدها ضمن ما كان يصطلح عليه بالمغرب النافع فقد قام ببناء المسرح والدور السكنية والحدائق ومؤسسات عمومية كالبنك والبريد ، وحوالي سنة 1919 أقام بها أول فندق (مرحبا) الذي يعيش اليوم حالة إفلاس وتخريب بسبب سوء تسييره من طرف أشخاص بعيدين كل البعد عن المهنة الفندقية والسياحة ، وفي سنة 1945 عمل المعمر أيضا على تجهيز شاطئها الذي ظل مدة طويلة مركزا للاستجمام والراحة بالنسبة للفرنسيين القادمين من مختلف المدن المغربية ومن فرنسا أيضا وكان ميناؤها يستقبل رحلات بحرية والذي شكل احد أقطاب السياحة الذي كان يرتكز عليه النشاط السياحي قبل سنة 1960 كطنجة والصويرة واكدير والبيضاء وبعد الاستقلال انتعشت السياحة بالإقليم وأصبحت شواطئه التي فاقت عشرين شاطئا تتميز بخصوصيات على المستوى الوطني نذكر منها الشواطئ التالية :سيدي بوزيد والوالدية والحوزية ومريزيقة وسيدي موسى سيدي عابد سيدي يعقوب سيدي بونعايم لعشيشات ،لغريقات وغيرها… الشيء الذي جعل السياحة الوطنية على الخصوص تعرف تطورا على مستوى عدد الوافدين قابلة لاستقطاب أعداد متزايدة لو توفرت لها لوازم الإقامة الخاصة بالسياحة الداخلية قادرة على تلبية حاجات السائح الوطني.
الفقير والغني يصطاف بالجديدة: هناك أسباب تدفع المراكشيين إلى التوافد على شواطئ دكالة التي تتجاوز العشرين شاطئا بين منظم وغير منظم وبخاصة شاطئ مدينة الجديدة ولعل أهمها الطبيعة الجغرافية و ورخاء المعيشة وقرب الشاطئ من التجمعات السكنية ومقرات التوافد وصغر المدينة بالإضافة إلى العامل النفسي فالمصطافين هنا بينهم وبين شاطئ الجديدة التحام زائد لان العلاقة بينهما عميقة وقديمة وإذا حاولنا ربط هده العلاقة بالأصول الجغرافية للمصطافين نجد أن سبعين في المائة منهم تقطن مدنا قارية تشتد حرارتها صيفا كمراكش و قلعة السراغنة و بن جرير و النواحي …لذا هم من الطبيعي يبحثون عن مكان آخر للاصطياف، يقول مراكشي طلب عدم ذكر اسمه وهو احد من بين الذين دأبوا على الاصطياف في مدينة الجديدة كل سنة : ( مند أن كنت طفلا اعتاد أبي رحمه الله و كان يعمل في سلك التعليم قضاء عطلة الصيف في مدينة الجديدة ولان العلاقة بهذه المدينة توطدت لديه فترسخت القناعة بها كأقرب مدينة إلى مراكش وكأجمل مصطاف أحب إلى نفسه فانه شارك في الحركة الانتقالية واختار مدينة الجديدة للاستقرار فيها تم شاءت الأقدار أن عملت أنا الآخر بهده المدينة بعد نجاحي في ولوج سلك إحدى الإدارات العمومية )، وكثير هي الأمثلة التي تؤكد بالملموس قيمة ومكانة هده المدينة في نفوس المراكشيين ، وهذا عبد الله المتوكل موظف من مدينة قلعة السراغنة يصف هو الأخر ارتباطه بالجديدة لسنوات خلت ويقول :ترجع أسباب قضاء عطلتي الصيفية بالجديدة ومنذ عدة سنوات خلت إلى كونها اقرب محطة اصطيافية متميزة إلى قلعة السراغنة ومع زيارتي لها كل سنة ترسخت قناعتي بها وأصبحت لا أرى عنها بديلا.
والجديدة توفر بالإضافة إلى المنتوج السياحي الوطني شروطا سياحية في المتناول إذ في مقدور كل مواطن أن يصطاف هنا في مدينة الجديدة سواء كان فقيرا أو ميسور الحال مادام قد ادخر مبلغا ماليا يمكنه من مجابهة مصاريف الاصطياف ولا غرابة في أن يختار الناس مدينة الجديدة مادام شاطئها يعد شاطئ الفئات المتوسطة وبسطاء المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف وحتى المنعدم أصلا، هكذا هي السياحة في الجديدة لاتهم طبقة أو فئة معينة ولكنها سياحة تعرف التعميم فتتحول الجديدة إلى مدينة صاخبة تنتج بالضرورة حركية مهمة داخل كل القطاعات المنتجة فتظهر قوة شرائية إضافية كما تظهر بعض أنواع التجارة الموسمية غير أن ما يميز الجديدة هو ضغط الوافدين عليها فالفنادق المصنفة والغير مصنفة لا يمكن أن تستوعب هذا الكم الهائل من الزوار والمصطافين فانتشرت كالفطر وسائل إيواء أخرى أكثر إقبالا من الفنادق المصنفة وغير المصنفة وهي ظاهرة كراء المنازل والشقق أو غرف بمنازل مسكونة، أن التجهيزات المتعلقة بالفنادق قليلة ومكلفة لدا فان السواد الأعظم من المصطافين يفضلون التجهيزات المتعلقة بالبيوت والمنازل الوسيلة الأنسب ومستوى قدرتهم الشرائية وهكذا تعد الطاقة الإيوائية الوطنية من أهم المشاكل التي تعترض القطاع السياحي بالجديدة نتيجة عزوف الاستثمار المحلي خاصة عن الاستثمار في هذا القطاع
السمسرة و أشياء أخرى : السمسرة بالجديدة حرفة لمن لاحرفة له ,سماسرة أطفال وشباب يجتاحون طرقات المدينة عند وصول الحافلة أو التاكسي إلى المحطة الطرقية بالجديدة تهاجمك جحافل من السماسرة من مختلف الأعمار رجال ونساء وشباب وأطفال فلا تسمع سوى ( شي محل للكراء ، بيت للكراء ) وقد لا يتعدى ثمن البيت مئتين درهم لليلة الواحدة في آخر شهر يونيو لترتفع السومة الكرائية صاروخيا مع حلول شهر يوليوز و غشت فإذا وجدت منزلا للكراء فبثمن يتراوح بين ثلاثة مائة درهم وخمس مائة درهم لليلة الواحدة ، أطفال وشباب ونساء يتعاطون هذه الحرفة في كل صيف من كل سنة حرفة لمن لاحرفة له ,حتى أن بعض من الموظفين في قطاع التعليم والمكتب الشريف للفوسفاط ,يقول أمين السماسرة القانونيين أصبحوا هم الآخرين يحترفون هده المهنة في الصيف ويضيف وحتى البنائين ودوي السوابق العدلية يجلسون بالمقاهي في انتظار زبون مفترض وينتشرون أمام الفنادق ومحلات وكالات العقار المرخص لهم ليعترضوا سبيل المصطافين الراغبين في دور الكراء ويتحدث العارفون بخبايا الأمور كيف تعتاد الكثير من الأسر الجديدية إخلاء منازلها لكرائها للمراكشين والبيضاويين أو المغاربة المقيمين بالخارج باعتبارهم أكثر الوفود المتقاطرة على مدينة الجديدة بينما تنتقل هي إلى السطوح أو البادية أو إلى مركز مولاي عبد الله للتخييم هناك لتستفيد من عائدات كراء منازلها ويتذكر عبد الرحيم من ساكنة الجديدة حين كان التخييم بموسم مولاي عبد الله مسموحا به لأكثر من شهر وكانت أسرته تكتري منزلها للمراكشين ويتحسر عن تلك السنوات الخوالي ولان حرفة السمسرة في هذا الوقت من الصيف في مدينة الجديدة أصبحت تعرف تنافسا شديدا خصوصا بين بعض من أفراد الأسر المعوزة هؤلاء الشباب العاطل و الأطفال والنساء وبعض من الطلبة والتلاميذ الذين يبحثون عن منافذ لكسب الرزق والمال استعدادا للسنة المدرسية الجديدة وبين السماسرة الحقيقيين أصحاب محلات السمسرة فان بعضهم يفضل الوقوف على رصيف الطرقات المؤدية إلي البيضاء أو مراكشوسيدي بوزيد بمفاتيحهم في أيديهم يلوحون بها أمام الزوار والمصطافين الوافدين على المدينة وبمجرد أن تقف سيارة يتسابق السماسرة الموسميون دون مراعاة لأخطار الطريق يقول سمسار لازال في ريعان الشباب فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن هده المهنة الموسمية اقصر الطرق إلى جمع بعض من المال وتدر دخلا يساعده على مصروف الجيب لشهور في انتظار أن يحصل على عمل قار وقال أن الأمر لايخلو من مشاكل وأحيانا من بعض المواقف المخجلة أو المحطة بالكرامة خصوصا من طرف بعض الشباب الراغب في كراء بيت لاقتسامه مع خليلة وأردف ( حوتة وحدة تتخنز الشواري ) ، وغالبا ما تقع بعض المشاحنات بين هؤلاء وبين السماسرة أصحاب المهنة القانونيين تنتهي في آخر المطاف بأقسام الشرطة و بوضع شكايات لدى الدوائر المسئولة.
لكل شاطئه وما كسبت يداه: اتساع وامتداد شاطئ الجديدة على مسافة أكثر من كيلومتر ودفئ حرارة مياهه وتنوع رماله من دقيقة وناعمة إلى خشنة وغنية بالأصداف ليس وحده ما يجعل هذا الشاطئ أكثر شعبية وازدحاما يفوق الوصف، فموقعه داخل قلب المدينة وقربه من التجمعات السكنية جعله بمثابة نقط جدب للوافدين عليه من مختلف الأقاليم المغربية خاصة من المنطقة الوسطى وتانسيفت، فمدينة مراكش تحتل الرتبة الأولى وتأتي الدارالبيضاء في المرتبة الثانية وفي هذه النسبة ما يبررها من حيث قرب الجديدة إلى المدينتين وشهرة خصائصها الاجتماعية والاقتصادية علاوة على ما تقدمه المدينة لزوارها وما يتلاءم وطبيعتهم الاجتماعية والمادية وتساهم مدن مراكش و النواحي بنسبة مهمة تتراوح بين ستين و ثمانين في المائة من مجموع الوافدين عليها فعندما تسال مراكشيا مند متى تأتى إلى هنا فانك لا تسمع سوى مند عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر وعادة ما تبدأ وفود المراكشيين في الوصول مند شهر يوليوز أو مع بداية شهر غشت فيتحول درب البركاوي ودرب حجار وأحياء الصفاء والقلعة وساحة مولاي الحسن والملاح لتتحول مدينة الجديدة إلى ما يشبه أحياء مراكش، ولعل تصاهر الكثير من الأسر المراكشية بمثيلاتها الجديدية ما يفسر مكانة الجديدة في نفوس المراكشيين وارتباطهم القوي بها لسنوات جعلهم عاجزين أن يولوا عنها ظهورهم ،وتشكل نسبة الجالية المغربية نسبة مهمة من مجموع الوافدين فيما تساهم المدن والبلدان الأجنبية بنسبة ضعيفة لا تتعدى عشرة في المائة من مجموع الوافدين و المبيتات ، فالسياحة بالجديدة يمكن اعتبارها سياحة وطنية داخلية بامتياز تعتمد في بنيتها ووجودها على المصطاف المغربي بينما تظل السياحة الدولية سياحة عبور ليس إلا نظرا لعدم توفر المدينة على تجهيزات سياحية تتناسب ومتطلبات السائح الأجنبي …
يتحول شاطئ مدينة الجديدة بما رحب إلى اكبر تجمع بشري وطني يتكدس داخله المستحمون المغاربة البعض يلعب كرة الطائرة أو التنس وآخرون اثروا الاستلقاء على الرمال أو الانبطاح تحت الشمسيات يراقبون الغادين والرائحين على الشاطئ ، وحتى الدين ينسون حمل شمسيتهم معهم يجدون من يعيرونهم إياها طيلة اليوم مقابل دريهمات كما أن إيجار بيت الاصطياف بالشاطئ أمر ممكن ومتاح ، لحظات استجمام ينشدها كل باحث عن الراحة والسباحة ، شباب ورجال وأطفال يدافعون أمواج البشر قبل عناق أمواج البحر حتى أن الماء يختفي تماما حين تغطيه أجساد المستحمين
شهادات و حقائق: احد باعة المثلجات " سي حميد " قال هنا أبيع أكثر وتزداد أرباحي يوم بعد يوم ويضيف هده الحرفة شبيهة بسبعة أيام المشمش تنتهي بانتهاء موسم الصيف وتمنى لوطالت أيامها حتى يجني ثمار أرباحه أكثر، ويقول احد المصطافين من مدينة بن جرير ،على الرغم مما أثير حول مياه شاطئ الجديدة من شكوك تتعلق بجودته وصلاحيته للاستحمام في السنوات الماضية وبالرغم من اوراش البناء التي عرفتها الشوارع المحادية للشاطئ هذه السنة فانه مع ذلك يبدو جميلا واغلب الذين ارتبطوا به لسنوات خلت لم يستطيعوا أن يولوا عنه ظهورهم وقال آخر، أن إن امتلاك شاطئ الجديدة لعدة مؤهلات ومميزات منها موقعه بقلب المدينة وقربه من التجمعات السكنية كل ذلك جعله بمثابة عامل جدب للوافدين عليه.
الصورة ليست جميلة دائما: مع وصول وفود المراكشيين والبيضاويين والمواطنين القاطنين بالخارج بكثرة هذا الصيف الذي تزامن مع مهرجان جوهرة في نسخته الثالثة و كذلك موسم مولاي عبد الله فانه يستحيل إيجاد غرفة واحدة للمبيت وتتراوح الاثمنة في ذروة هذا الرواج مابين 400 و600 درهم لليلة الواحدة وهي صفقة مربحة بالنسبة لكثير من أصحاب المنازل الجديدين الذين يعيشون على هذه الظاهرة لكنها مكلفة بالنسبة للعائلات الوافدة الهاربة من قيض الصيف ولفح شمسه ، ولعل هده الظاهرة بطابعها المميز تحظى بأهمية كبرى من طرف المصطافين خاصة ادا ربطناها بالنشاط السياحي كنشاط داخلي يتخذ مكوناته من عينة خاصة ذات مميزات مادية وثقافية واجتماعية متضاربة،وهدا لا يعني أن الفنادق تواجه منافسة بل على العكس من ذلك فهي تظل عاجزة عن استيعاب الوفود والأعداد المتزايدة الأمر الذي يوضح ضعف الطاقة الإيوائية، وما إقبال المصطافين على المنازل والدور الخاصة إلا احد أسباب هذا الضعف والذي يتمثل كذالك في عدم تناسب نوع الفنادق الموجودة رغم قلتها مع طبيعة النشاط السياحي الذي يطبع المدينة كنشاط وطني يعتمد في وجوده واستمراره على السائح الوطني المتشكل في غالبيتها من الفئات المتوسطة وذات الدخل المحدود وذات الدخل الضعيف والمنعدم أصلا كفئة الطلبة والتلاميذ والمتقاعدين والعاطلين الدين يفدون إلي الجديدة كضيوف عند الأقارب،ومع ذلك فنسبة المصطافين المراكشيين تراجعت يقول محمد أصاف وهو مراكشي دأب على قضاء عطلته الصيفية في شاطئ الجديدة كل سنة (كيف يمكن تأدية 250 درهم وأحيانا 500 درهم لليلة الواحة، لن نتمكن والحالة هاته إلا من قضاء أسبوع واحد في أحسن الأحوال وأضاف رحم الله زمان حين كنا نستطيع قضاء شهرا كاملا مع احتساب المبيت والمأكل والمشرب بالإضافة إلى مصاريف النقل والكراء بمعية أفراد أسرة بكاملها بمبلغ خمس آلاف درهم فقط
الوجه الأخر لمدينة الجديدة: اشتكى البعض ممن تحدثنا إليهم من الاكتظاظ الذي عرفته الشوارع خلال هذا الشهر خاصة بعد انتهاء شهر رمضان ومع الاستعدادات الجارية لمهرجان جوهرة ، بسبب تعود العائلات المراكشية على قضاء الليل في التجول والتسوق ويقول هؤلاء أن هذه الظاهرة أزعجتهم كثيرا هذه السنة وهو رأي السيد ''مصطفى'' الذي قال بأنه تعوّد كل سنة الخروج والتجول مع عائلته في شوارع الجديدة ، إلا أنه تراجع عن هذه العادة بسبب الاكتظاظ الذي رأى فيه حركة غير عادية هذه السنة، حيث لم يجد متعة في السهر ليلا بسبب بعض الظواهر المشينة من طرف فتيات الليل اللواتي لا يفرقن بين العزاب و المتزوجين و العائلات المحترمة المحافظة . وبالمقابل، أبدى العديد من الزوار انزعاجهم من عمليات النشل و هجوم المتسولين و المتسولات على شاطئ الجديدة والمقاهي المجاورة.
الطاكسيات بالجديدة ...حال و أحوال: يعاني زوار الجديدة الويلات مع بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، حيث أعمى الطمع و الجشع بصيرة هؤلاء و جعلهم ينسون بأنهم في خدمة المواطن و أنهم يقدمون خدمة عمومية يتقاضون عنها مقابل مادي يختلف حسب المسافة و الوجهة بالرغم من أن التعريفة المعتمدة غير قانونية و تكاد أن تكون اجتهادا لاغير. فبالرغم من أن التعامل يكون بالتراضي بين السائق و الزبون ، فإن بعض ذوي النفوس الضعيفة ومن يأكلون أموال الناس بالباطل ، لا تقنعهم التعريفة التي حددوها بل يفاوضون الزبون بمجرد جلوسه في مقعد السيارة " فين غادي اسيدي ؟؟؟، خاصة عندما يعرفون من خلال لهجته و سحنة وجهه انه وافد على المدينة خاصة إن المراكشيين يتميزون بلكنة خاصة .هنا تكون التعريفة مضاعفة . يقول 'حسن .ع و هو مراكشي ':بعد حلولي بمدينة الجديدة كعادتي كل سنة حيث اقضي جزء من عطلتي السنوية ,قررت الاستغناء عن سيارتي بسبب الاكتظاظ التي تعرفه شوارع المدينة و الاستعانة بطاكسي صغير ليقلني رفقة زوجتي و ابني إلى إحدى المقاهي بطريق سيدي بوزيد …فبعد طول انتظار وسط المدينة لاحظت أن اغلب الطاكسيات ترفض الوقوف لثلاث أشخاص و عندما حالفنا الحظ توقف لنا طاكسي صغير فجأة و عندما أطلعته على وجهتي قال لي و بالحرف ' ايوا الخاوا انتا مراكشي 'قلت له نعم أنا مراكشي …وبعد وصولنا إلى وجهتنا طلب مني عشرين درهما رغم قرب المسافة . وعندما رفضت و هددته باللجوء إلى الشرطة تنازل و طلب عشرة دراهم فقط …انه الطمع و الشجع و ' الحكرة ' التي ينهجها بعض منعدمي الضمير الذين يسيئون إلى المهنة و إلى زوار المدينة عامة .
الجديدة هذا الصيف ... اكتظاظ و فوضى …سيارات ودراجات نارية وهوائية، وراجلون تتقاذفهم الأرصفة والطرقات. الجديدة هذا الصيف .. حاضر يقتل ماضيه ,مدينة تغيرت جغرافيتها وتبدلت ملامحها بسرعة قياسية، وعمارات تسابق بعضها، فيما تعاند بساطة الماضي لتخفي جمال المدينة و هبة دكالة . يتقوى الاقتناع لدى المراكشيين و زوار المدينة عموما ، بحقيقة أن السفر إلى حاضرة دكالة لم يعد سهلا، وأنه لم يعد كافيا أن تكون مراكشيا في الجديدة ، لكي تضمن راحة البال وهناء الحال و تقضي عطلتك في ظروف حسنة كما كان من قبل .
هذا فيض من خاطر و تبقى الجديدة عزيزة و غالية في نفوس المراكشيين والى الملتقى في صيف أخر …!!!