اهتزت جماعة هشتوكة على وقع حادثة سير مؤلمة على الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم الأربعاء على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين البيضاء والجديدة. في تفاصيل الحادث، كانت شاحنة مقطورة قادمة من جهة الدارالبيضاء محملة بأحجار البناء ، وفي لحظة حاول سائقها التجاوز ، لكنه رمق شاحنة وسيارة أجرة كبيرة قادمتين من الاتجاه المعاكس ، ولما حاول التراجع فقد السيطرة على الشاحنة التي قصدت أولا الشاحنة فصدمتها بقوة وتسببت في قتل سائقها وإصابة مرافق له بجروح خطيرة ، ولم تتوقف عند هذا الحد بل واصلت اعتداءها على كل من صادفته في طريقها ، وكان الدور على سيارة أجرة من الحجم الكبير قادمة من أزمور ، انقلبت عليها الشاحنة المقطورة وردمتها تحت الأحجار التي كانت محملة بها ، في مشهد تنفطر له القلوب متسببة في مقتل سائق الطاكسي وواحد من الركاب وإصابة شخص آخر بينما لم يصب سائق الشاحنة المقطورة سوى بجروح طفيفة .
وكانت الحادثة تسببت في توقف حركة المرور بين هشتوكة والجديدة لأكثر من ساعتين ، إذ بدلت الوقاية المدنية ورجال الدرك جهودا مضنية لإخراج جثتي سائق الطاكسي ومرافقه من تحت الأحجارأمام حشد كبير من المواطنين الذين تجمهروا لمعاينة فاجعة أخرى من فواجع طرق هذا الإقليم المصنف الأكثر دموية على الصعيد الوطني ، على خلفية العدد الكبير للأرواح التي تزهق فوق إسفلته الأسود في إطار حرب صامتة تواصل تكبيد ه مزيدا من الضحايا والمعطوبين عدا الخسائر الاقتصادية المترتبة عن ذلك .
بينما حضر القائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الإقليمي للوقاية المدنية مباشرة فور علمهما بالحادثة ، غاب المسؤولون وكأن الأمر يتعلق بموت حشرات ويكفيهم أنهم طالعونا اليوم عبر بعض وسائل الإعلام بأن موضوع التصدي لحوادث السير سيكون حاضرا في صلب الطبعة الثالثة من مهرجان جوهرة لهذه السنة الذي رفع شعارا له /لأن الحياة لاتقدر بثمن ، وهو ماعلق عليه أحد الظرفاء حين قال ساخرا حوادث السير بإقليم الجديدة لن نقلص منها بالطرب والغناء ولكن باستراتيجية مدروسة تبدأ أولا وأخيرا بالاعتراف بأن شبكتنا الطرقية مهترئة وتشويرها متهالك وقديما قالت الأعراب داويها بالتي كانت الداء وخير الدواء الكي وسلمت حكمة الأعراب.