ما إن تخرج قرية أولاد فرج من مشكل حتى تدخل في مشاكل أكثر حدة وتفاقما من سابقاتها، فبعد الاعتداءات والجرائم التي عرفتها المنطقة في الشهور الأخيرة وما فرضته على الساكنة من وقفات ومسيرات للمطالبة باتخاذ تدابير عاجلة تحفظ لهم أمنهم وراحتهم، دخلت القرية مرة أخرى في نفق الاستنكار والتذمر. ويأتي هذا التذمر نتيجة لإضراب عمال النظافة لثلاثة أيام، كانت كافية لإغراق مختلف الأحياء السكنية وسط الأزبال والنفايات التي تكاثرت بصورة مقلقة أنذرت بوقوع كارثة بيئية وصحية، وأججت غضب الساكنة لولا استئناف الشركة المسؤولة عن النظافة لعملها في اللحظات الأخيرة بعد وعد الجماعة بتسوية الوضعية المالية للشركة وصرف مستحقات العمال الذين لم يتلقوا أجورهم لثلاثة أشهر،وقد أفاد مجموعة من السكان ل"الجديدة 24" أنهم كانوا يعتزمون تنظيم وقفة غير مسبوقة أمام مقر الجماعة القروية لأولاد فرج مساء يوم الأربعاء، للمطالبة بتحسين ظروف عيشهم والضغط على الجهات الوصية من أجل حل المشكل في أقرب الأوقات، خوفا من ظهور الأمراض المرتبطة بالتلوث وما توفره الأزبال والنفايات من ظروف ملائمة لانتشار الذباب والبعوض ومختلف الحشرات التي تهدد السلامة الصحية للساكنة خصوصا في ظل موجة الحرارة التي تعيشها المنطقة، كما أنهم أعدوا عريضة احتجاجية (حصلت "الجديدة 24 " على نسخة منها) مذيلة بعشرات التوقيعات يعتزمون توجيهها إلى السيد عامل إقليمالجديدة للمطالبة برفع الضرر عنهم وعن أبائهم بالتدخل العاجل لحل الأزمة التي تعيشها القرية رغم استئناف عمل الشركة، حيث أخذت جريدة "الجديدة24" صورا لنقط لاتزال سوداء إلى غاية كتابة المقال وهو ما توضحه الصور.
وما إن طوي ملف النظافة مؤقتا حتى طفا إلى السطح مشكل الكهرباء والمتمثل في الأعطاب المتكررة والانقطاعات المتتالية التي يرفضها السكان خصوصا في هذا الوقت من السنة حيث تكثر الحاجة إلى حفظ المواد الغذائية داخل الثلاجات، إضافة إلى ما تسبب فيه الانقطاع الكهربائي المفاجئ من تلف بعض الأجهزة الكهربائية المنزلية وغيرها، وتعطيل مصالح المواطنين المرتبطة بالكهرباء، مما يطرح عدة أسئلة حول مدى جدية الجهود التي يبدلها المسؤولون لوضع حد لمعاناة السكان وما تتخبط فيه قريتهم من مشاكل صحية وبيئية مرورا بالمشاكل الأمنية والخدماتية، منتهية بواقع البنية التحتية التي لا تشرف المنطقة حسب تصريحاتهم.