أشرف عامل إقليمالجديدة، السيد معاذ الجامعي، اليوم السبت، على حفل افتتاح مهرجان الصيد بالصقور الاول باقليم الجديدة، بحضور المندوب السامي للمياه والغابات ومدير الأملاك المخزنية ورؤساء المصالح الخارجية وبعض الضيوف من الدول العربية الشقيقة. وقد عرف هذا المهرجان في دورته الأولى والمنظم من طرف جمعية الصيد بالصقور لقواسم بتعاون مع وزارة الثقافة وجمعية الشؤون الثقافية للعمالة، اقبالا جماهيريا متميزا رغم الحرارة المفرطة التي شهدتها المنطقة هذا اليوم والتي وقفت عائقا للاستمتاع باللوحات الفولكلورية التي تم تقديمها أمام الوفد الرسمي ويتعلق الأمر بلوحات تجسد عادات وتقاليد المنطقة .
لقد شكل هذا المهرجان خلفية ثقافية ممتازة بالنسبة للسياحة المغربية نظرا لان البادية كانت دائما فضاء للسلام وللهدوء والضيافة، حيت سعى المنظمون لهذه التظاهرة إلى إعادة جوانب أخرى من هذا التراث إلى دائرة الضوء خاصة مظاهر الخبرة في مجالات مختلفة من تراث هذه المنطقة .
لقد تم تسطير برنامج زاخر يضم تخريجة الطالب التي كانت تتميز بها منطقة دكالة برمتها مع استعراض لبعض مكونات التراث الثقافي للمنطقة من الصقارة التي تم تكريم خمسة من روادها اليوم، بالاضافة الى فقرا من التبوريدة والصيد بالكلاب السلوقية" و"الحصادة" وتقديم الذبيحة للولي الصالح "مولاي الطاهر القاسمي" مع مشاركة متميزة لمجموعة "تكادة" التي خلقت متنفسا لسكان المنطقة من خلال أغانيها الشعبية النابعة من تراث المنطقة .
ويرى المتتبعون ان إقامة هذه التظاهرة على تراب جماعة لقواسم ذات موقع استراتيجي ان يؤهل المنطقة برمتها لتصبح قطبا سياحيا بامتياز وقاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية .
ومعروف ان منطقة دكالة عامة ومنطقة لقواسم خاصة، وعلى غرار باقي مناطق المملكة ، غنية بتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين ، يتكون من صفحات عديدة ومتنوعة لا يمكن اختزالها في هذه الورقة، كونها مليئة بالملاحم والأفراح ، كسبب لتاريخ تولد عنه تنوع ثقافي فريد، حركة وكلام ، فرح وألم ، غناء وحكاية ، زراعة وموسيقى، صوت وإحساس، معمار وطبخ، صيد وقنص ، لعب وأدب ، ثقافة وعادات ، طرز وصناعة تقليدية ، فروسية وتربية الصقور ، رياضة وعلوم ... دكالة العالمة ، هذه الأرض ذات التراث الثقافي والطبيعي الغني وهذا ما ركز عليه الأساتذة في الندوة العلمية التي أقيمت في الخيمة الرسمية والتي كانت بعنوان "الصقر ثقافة دبلوماسية رياضة تنمية وتواصل " lمن تنشيط الدكتور احمد الوارث رئيس وحدة الرباطات والزوايا في المغرب بجامعة شعيب الدكالي ، والدكتور محمد المهناوي أستاذ بجامعة شعيب الدكالي وابو القاسم الشبري والاستاذ رضوان خديد، ولم يحضرها عبدالهادي التازي كما كان مقررا .
من هذا المنطلق يمكن اعتبار هذه المنطقة جوهرة الثقافة المحلية ثقافة أصيلة لا يشوبها التغيير ثقافة لا يمكن ان تتجسد أكثر إلا عند ساكنتها لذلك كان لمنطقة القواسم موعدا في هذا المهرجان لإبراز موروثها الثقافي.