لقد أفتى كثير من العلماء بجواز ممارسة العادة السرية اتقاء للسقوط في المحظور كالاغتصاب وزنا المحارم والخيانة الزوجية وغيرها، لكني لم أقرأ يوما فتوى في تاريخ الديانات تجيز العادة العلنية وممارسة السفالة والقوادة على مرأى ومسمع من الناس. وها أنا عشت وأطال الله في عمري إلى أن رأيت بأم عيني ممارسات السفالة والقوادة والعادة العلنية والاستمناء العلني من على الأسوار التاريخية لمدينة أزمور العتيقة. لقد وقف معنا أهل دكالة وباقي المواطنين المغاربة ومواطنو عدد كبير من دول العالم والإعلام الوطني وتضامنوا مع أسوار أزمور بعدما رأى الجميع الطريقة الهمجية لترميم، أي لتشويه أسوار أزمور المجيدة. وبفعل هذا النضال المحلي والوطني والدولي توقفت تلك الأشغال المشبوهة من فاتح ماي إلى 25 يونيو 2012م. وقد كنا تنفسنا الصعداء وقلنا إن شرف أزمور والوطن قد حفظه الله إلى أن وقفت بنفسي يوم الخميس 28 يونيو الماضي على ممارسات مخلة بالحياء فوق أسوار أزمور الشاهقة وتحت حراسة رسمية وبتصريح رسمي. هاللي ما بغيناش. لقد عادوا لمضاجعة أنفسهم ومضاجعة أسوار أزمور بالأعمدة الإسمنتية وحجر من نوع هش كهشاشة أفكارهم وما أوتوا من العلم شيئا. لقد عادوا لتشويه موروثنا الحضاري بأزمور بنفس الطريقة المشوهة التي كنا كلنا وقفنا ضدها والتي لم يسبق لأي معتوه في تاريخ البشرية أن رمم بها سورا تاريخيا أو معلمة أثرية.علمناهم علوم ترميم المباني التاريخية ففضلوا الدعارة على العلم. سيقولون إن هذا الاستمناء على أسوار أزمور فرضته حاجة أمنية لحفظ أرواح ساكنة المنازل "المهددة بالسقوط". سأقول لهم كم من الأرواح أزهقتم وتزهقون بفعل سياسات هوجاء للتعذيب والتجويع والتمييز وحتى لتفريخ دور الصفيح بالرشاوي المفضوحة وهي الرشاوي التي أغرقت أيضا مدننا العتيقة ببناءات عشوائية إلى أن جف الأوكسجين في دروب هذه المدن ولم يعد لها شيء من "هاديك الدار فالمدينة القديمة". يوم بدأت أسوار أزمور في التساقط، سقطت أرواح بمسجد مكناس ووقعت انهيارات بالناظور وغيرها فجاء قرار إحصاء وإغلاق المساجد المهددة بالسقوط فتبين أن مساجد ما قبل القرن التاسع عشر وحدها غير مهددة عكس ما بنوه لنا في القرن العشرين من مساجد ومساكن، لنا نحن المساكين المطلوب منا دوما أن نثق فقط في ما تقوله وتقره الداخلية. فأين كان هؤلاء الناس منذ حوالي سنتين التي بقيت خلالها مساكن سكان أزمور المساكين مهددة بالإسقاط، وليس بالسقو؟ أين كان كل المسؤولين حين تركوا أزمور لحالها منذ أزيد من قرن من الزمن فتحول مجدها التاريخي والتراثي إلى إملاق حضاري ما بعده إملاق ؟ لقد قتلتم أزمور تسعمائة وتسعة وتسعون مرة، لا تقتلوها اليوم للمرة الألف. حظيرة خنزير أطهر من أطهركم، رحم الله مظفر النواب. رابط عريضة التنديد بتشويه تراث أزمور : http://www.petitions24.net/forum/post/691715