كنت قد دعيت لحفل أهل القران الكريم بأحد أولاد فرج ضواحي مدينة الجديدة لأحضر الملتقى القراني الثاني لتكريم أهل القران، من تنظيم المجلس العلمي المحلي للجديدة وتنسيق مع جمعية البر لمسجد الرحمة، وقد رافقني إلى مكان الحفل الصديق العزيز الإطار بالمجلس العلمي عبد المجيد صيحي على متن سيارته، وما أن بلغنا المكان إلى المسجد متأخرين لبعض دقائق معدودات حتى سمعنا صوت المقرئ المعجزة الذي بلغت شهرته الأفاق، الحبيب مومو وهو يتهدّج مجودا أية من القران الكريم،شاب معاق لا يمشي إلا بشق الأنفس ولا يتكلم إلا بجهد جهيد يتتعتع في النطق،نذر نفسه لتلاوة القرآن الكريم، لايجد حياته إلا مع كتاب الله وفي ضيافته بين دفتيه مترنما،الإصغاء إليه ورؤيته تستدر العين دمعها وتطرب النفس فلا تكل ولا تمل حين تسمعه، انه الشاب المعجزة الحافظ لكتاب لله الحبيب المومو.
وبدأ طوفان تجويده بصوته المتلعتم الجهوري يصدح من المكبر الصوتي فوق المسجد ليعم فضاء المسجد وكل الفضاءات المجاورة، و كنت وقتها والله قد خالجني شعور بالبكاء صاحبه قشعريرة سرت في كل أجزائي نفسي لم أستطيع معه أن أمنع العبرات تنهمر على وجهى تأثراً وإعجابا بالمعجزة المومو وبكيت متأثرا من قدرة الله فى خلقه، ولم اشعر إلا وانأ أهرول مسرعا إلى داخل المسجد لاقتناص فرصة اللقاء به لأول مرة،وكان المغاربة جمعاء و ملايين من العرب من مختلف البقاع تأثروا بعد فوزه في المسابقات الإقصائية "الأحفظ" التي جرتها قناة "الفجرالفضائية لجمهور المرشحين من جميع الدول العربية،والتي جرت بين آلاف المتسابقين من شتى بلدان الوطن العربي، وعبر العديد ممن شاهدوا الحلقة عن مدى اعجابهم بالقدرات الهائلة بالحافظ المغربي الحبيب المومو، ووصفه الكثيرون بانه معجزة هذا القرن. سبحانك ربى اسأل الله ان يغفر لنا ويرحمناونحمده على نعمه الذى انعم بهاعلينا ونحن مقصرين فى حقه اللهماغفر لنا وارحمنا اللهم اغفر لنا وارحمنا.
في بداية الملتقى تناول الكلمة الاستاذ الفاضل عبد الله شاكر رئيس المجلس العلمي المحلي بالجديدة، فقد تكلم حفظه الله في فضل قراءة القرآن وحفظه والعمل به، واشار الى ان منطقة دكالة كانت قد عرفت من الدارس العتيقة والكتاتيب القرانية التي تخرج منها ثلة من العلماء واهل القران الكريم وعلى راسهم الشيخ الحافظ المجاهد ابو شعيب الدكالي ومحمد الرفاعي، وشدد الاستاذ الفضل عبد الله شاكر على ضرورة العناية بالكتاتيب القرانية والعناية باهل القران الكريم، وقال في معرض كلمته ان هذه التظاهرة قد جمعت بحمد الله حفاظ كتاب الله العزيز لتهتم بهم وتشجعهم حاثا على مواصلة قراءة الحزب الراتب جماعة صباحا مساء كوسيلة مثلى لحفظ الذكر الحكيم في الصدور، الى ذلك تلته كلمة جمعية البر، لتشرع فعاليات الملتقى الديني في القراءات فردية والجماعية الى قراءات جماعية وفردية، وتقديم تجارب ناجحة في تحفيظ القرآن، وعرض فيه الدكتور عز الدين توفيق " حقوق القرآن على المسلم" والتي لخصها في حق التلاوة ، وحق التدبر وإدراك المعنى، وحق التطبيق والعمل ، والتلاوة والفهم كلاهما يراد بها التطبيق،وحق الحفظ فلا يقبل منه أن يكون جاهلا بالقرآن كله، ثم يتنافس على حفظ ما يستطيع، وحق التبليغ" بلغوا عني ولو آية " تبليغ القرآن ونشره وتعليمه كل هذا مهمة تدخل في الحق الخامس، ويقم بهذه المهمة خيار الأمة " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقد يسهم المسلم بالتشجيع والدعم، وغيرهاوبعد تناول وجبة الغداء استأنفت الشطة الملتقى بتكريم ثلة من العلماء واهل القران الكريم ، التسير والادارة فكان تحت إشراف الاستاذ عبد الرحيم أوشن.