حاصر عشرات المواطنون من ساكنة أحياء عين هارون وباب السيفر، وهي أحياء شعبية هامشية بمدينة فاس، حميد شباط عمدة المدينة. وجاءت الاحتجاجات على خلفية الزيارة التفقدية التي قام بها شباط رفقة مستشارين جماعيين من حزب الاستقلال لموقع مسجد أبو بكر الصديق الذي انهار صباح اليوم الخميس مخلفا 4 قتلى و6 مصابين بجروح خطيرة لازالوا يرقدون بقسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. "حتى كتوقع الكوارث عاد كتفكرونا"، "فين المسؤولين، فين المخزن، فين كنتوا شحال هاذي"، هكذا صرخ شباب ونساء الأحياء الشعبية في وجه شباط والوفد المرافق له، ويعيش سكان هذه الأحياء العشوائية في ظروف اجتماعية غير لائقة. وردد المواطنون الغاضبون شعارات ضد العمدة شباط، محملين إياه مسؤولية الكوارث التي تشهدها مدينة فاس، وخاصة الانهيارات المتتالية للمنازل والدور القديمة الآيلة للسقوط، ورغم محاولة شباط وبعض مساعديه تهدئة الأوضاع، قام السكان بمحاصرته بوابل من الشكاوى والشعارات الغاضبة. وتدخلت عناصر الشرطة والقوات المساعدة لحماية شباط من غضب السكان، حيث أشرف محمد عروس والي الأمن بنفسه على عملية فسح الطريق أمام شباط ليمتطي سيارته قبل مغادرته المكان تحت وابل من الشعارات المنددة بسياسة تدبير المجلس الجماعي. وبالموازاة مع ذلك نظم شباب حركة 20 فبراير وقفة احتجاجية أمام المسجد المنهار، شارك فيها العديد من شبان وسكان حي باب السيفر وعين هارون، مرددين شعارات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن حادث انهيار هذا المسجد الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى قبل 12 سنة، كما طالبوا برحيل العمدة شباط ووالي الجهة محمد غرابي. ويعود تاريخ تأسيس هذا المسجد الذي تبلغ مساحته الإجمالية 1000 متر مربع، إلى سنة 1998. وتم إغلاقه منذ شهر يوليوز 2006 حيث تم إصلاحه من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، ثم توقفت الأشغال فيه إلى حين زيارة لجنة تقنية بتاريخ 25 فبراير 2010 ،والنتائج التي أسفر عنها المختبر العمومي للتجارب والدراسات بسبب شقوق في الجدران، حيث أثبت إغلاقه بتاريخ 26 فبراير 2010.