تكتسي زراعة الشمندر السكري أهمية بالغة بجهة الدارالبيضاءسطات إلى جانب سلاسل فلاحية أخرى تتميز بها الجهة من بينها اللحوم الحمراء و البيضاء، الحليب و الحبوب حيث تفوق مساهمة الجهة 40 % من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري و ذلك نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها من موارد مائية مهمة، فضلا عن تمكن الفلاح في السنوات الأخيرة من هذه الزراعة و كذا التنسيق الجيد بين جميع المتدخلين في السلسلة الفلاحية. و تعد زراعة الشمندر السكري من الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة نظرا لوجود معمل السكر "كوزيمار" بسيدي بنور يتوفر على طاقة استيعابية تصل إلى 15.000 طن / اليوم ، قد تصل إلى 18.000 طن / اليوم خلال ذروة التصنيع بالمعمل الذي يعد أكبر معمل في إفريقيا. وقد حققت الجهة نتائج قياسية خلال الموسم الفلاحي الحالي حيث تجاوز معدل الإنتاج 85 طن/الهكتار مقارنة ب 73 طن / هكتار خلال الموسم المنصرم. و تتمثل أهم النتائج المسجلة في: إنتاج حوالي ,71 مليون طن من الشمندر مقارنة ب 1,4 مليون طن خلال الموسم المنصرم، تسجيل معدل نسبة حلاوة تقدر ب 18,1 % ، إنتاج قياسي من السكر يفوق 14 طن/هكتار، فيما سجلت قيمة الإنتاج نموا ملحوظا، إذ انتقلت من 35.000درهم للهكتار خلال الموسم الفارط إلي 42.000 درهم / هكتار خلال الموسم الحالي، تسجيل قيمة الإجمالية للإنتاج تقدر بمليار درهم.
كما تضاعف إنتاج السكر خلال السنوات الخمس الأخيرة في حين لم يتجاوز ارتفاع المساحة المزروعة 10% (18.900 هكتار خلال الموسم الفلاحي الحالي لفائدة 20.000 فلاح). أما إنتاج السكر بالجهة فقد انتقل من 113.000 طن في سنة 2013، 187.000 طن في سنة 2015 إلى 230.000 طن خلال الموسم الفلاحي الحالي.
هذا التميز في الإنتاج هو نتيجة الجهود المبذولة، لا سيما التنسيق المحكم بين المتدخلين خاصة المكتب الجهوي، معمل السكر وجمعية منتجي الشمندر السكري من جهة، ومن جهة أخرى التسيير والتأطير و اعتماد التقنيات الحديثة، بدءا بتعميم البذور أحادية الجنين، مكننة الزرع و القلع وترشيد استعمال الأسمدة و المبيدات و كدا البرمجة و التخطيط الجيد لعملية السقي. و من بين أهم التقنيات الحديثة المعتمدة : تعميم البذور أحادية الجنين المقاومة لمرض "الريزومانيا" (100%)، مكننة الزرع (100%)، الزرع المبكر (75%)، و ضع برنامج للسقي مع ترشيد عملية السقي، تحويل أنظمة السقي إلى السقي بالتنقيط على مساحة 1.500 هكتار في إطار المخطط الوطني لاقتصاد مياه السقي، برمجة عملية التسميد و نظام إنذار الصحة النباتية، انطلاق مبكر لعملية القلع، مكننة عملية القلع (40%)، تمويل آلات البذر و القلع ، دعم الفلاحين طيلة عملية الإنتاج,
و لقد ساهم مخطط المغرب بشكل إيجابي على النهوض بهذا القطاع، لا سيما في تنظيم السلسلة من خلال نظام التجميع.
كما أن جميع الظروف كانت مواتية لإنجاح زراعة الشمندر السكري خلال هذا الموسم الفلاحي، أهمها إقبال الفلاحين على هذه الزراعة، وفرة مياه السقي، ، وضع برنامج الزرع وبرنامج السقي، والمتابعة المستمرة للزراعة، وإدخال تقنيات جديدة لزراعة الشمندر السكري، وتأطير المنتجين، وضع برنامج للقلع وكذا اهتمام جميع الشركاء بتنمية هذه الزراعة:
- المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لدكالة : متابعة و تأطير جميع مراحل عملية الإنتاج مند الزرع إلى القلع، وضع برنامج الزرع وبرنامج السقي، تزويد البقع الفلاحية بمياه السقي وكذا تتبع و ترشيد عملية السقي مع التتبع المحكم للموسم الفلاحي، - معمل السكر: تزويد المنتجين بجميع عوامل الإنتاج من بذور وأسمدة ومواد الفلاحية، و البرمجة المحكمة لعمية الزرع و القلع و التصنيع، استقبال المنتوج في ظروف جيدة، توفير والوسائل الضروربة لنقل المنتوج من البقع الفلاح إلى المصنع، تأمين الصيانة الضرورية لضمان استقبال المنتوج و التصنيع بدون انقطاع، خلق أجواء مواتية و ظروف جيدة للفلاح أثناء فترة عملية القلع و الاستقبال، و كدا تأدية واجبات المنتوج للفلاحين في ظروف جد حسنة، وتعتبر هذه المنشأة مفخرة للجهة، - جمعية منتجي الشمندر السكري: تحسيس، تأطير و متابعة المنتجين خلال الموسم الفلاحي و المساهمة في تسهيل عملية السقي كذلك نقطة وصل بين الفلاح والمعمل والمكتب في التغلب على جميع العراقيل، - الغرفة الفلاحية الجهوية: مواكبة جميع تدخلات اللجنة الجهوية مع المساهمة في تأطير الفلاحين و مواكبتهم، - السلطات المحلية و الإقليمية : دعم و مساندة الشركاء خلال الموسم الفلاحي و تنسيق جهود جميع المتدخلين في إطار اللجنة التقية الجهوية للسكر والتي تضم جميع اعضاء المتدخلين في تحسين وتنظيم هذه العملية على طول الموسم الفلاحي.
و تنكب حاليا اللجنة التقنية في تهييء الموسم الفلاحي المقبل 2016-2017 لضمان نجاحه وضمان استمرارية الحصول على نتائج جيدة بإذن الله.