تعيش مدينة الجديدة من جديد على وقع أزمة جمع النفايات المنزلية، حيث توقفت شركة "0رما مازغان" المكلفة بالتدبير المفوض بشكل جزئي عن أداء مهامها في العديد من شوارع المدينة، خصوصًا في المناطق الرئيسية، وهو ما يهدد بتكرار سيناريو الأزمات البيئية التي عاشتها المدينة في السنوات الماضية. هذه الأزمة، التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، أثارت قلقًا كبيرًا بين السكان، إذ أعادت إلى الأذهان مشاهد تراكم النفايات في شوارع المدينة في عز فصل الصيف، الأمر الذي كان له تأثير سلبي على المظهر العام للمدينة وجودة الحياة بها. *أسباب التوقف الجزئي : على عكس ما قد يعتقد البعض، فإن توقف جمع النفايات لم يكن ناتجًا عن عجز في الشركة أو تراجع في قدراتها، بل هو رد فعل مباشر من قبل شركة "0رما مازغان" نتيجة لعدم تسوية مستحقاتها المالية من قبل جماعة الجديدة. الشركة، التي كانت قد وقعت عقدًا مع الجماعة لجمع النفايات، كانت قد قدّمت خدماتها على مدى أشهر دون أن تتلقى مستحقاتها المالية في الوقت المحدد، ما دفعها إلى اتخاذ قرار بوقف أعمالها جزئيًا. في هذا السياق، وجهت الشركة رسالة إلى رئيس المجلس الجماعي تحت إشراف السيد الباشا، مطالبةً بتسوية مستحقاتها المالية التي تجاوزت 67 مليون درهم، عن خدمات قدمتها في إطار العقد السابق. كما أشارت الشركة إلى أن مبلغًا قدره 12.78 مليون درهم لا يزال عالقًا لدى الجماعة عن أشهر نونبر ودجنبر 2024 ويناير 2025، وهو ما يفاقم الوضع الحالي. *دعوة لحل الأزمة بسرعة: وفي إطار سعيها لتجنب تداعيات توقف الخدمات على البيئة وظروف العيش في المدينة، خصوصًا خلال شهر رمضان الذي يشهد عادة زيادة في حجم النفايات، طالبت شركة "0رما مازغان" من السلطات المحلية سرعة تسوية المستحقات المتأخرة. كما دعت الشركة إلى ضرورة حضور أو انتداب ممثل عن المجلس الجماعي لاستئناف أشغال لجنة المصالحة المقررة في مقر العمالة شهر مارس الجاري،بهدف الوصول إلى حل نهائي للأزمة. * تأثير الأزمة على المدينة: هذه الأزمة، التي تزداد تعقيدًا بسبب توقف جزئي في خدمات جمع النفايات، تثير العديد من التساؤلات حول مدى قدرة الجماعة الترابية على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الشركات المكلفة بالتدبير المفوض. فبالإضافة إلى تأثيرها المباشر على نظافة المدينة، قد تؤثر هذه الأزمة على سمعة مدينة الجديدة، التي تشهد حركة سياحية كبيرة خلال فصل الصيف، خاصة مع قدوم موسم الإصطياف. وتظل مدينة الجديدة أمام تحدٍ كبير في تسيير خدماتها الأساسية، وعلى الجماعة الترابية العمل على تسوية المستحقات المالية المعلقة مع شركة "0رما مازغان" في أسرع وقت ممكن، لتفادي المزيد من التدهور في الوضع البيئي وتداعياته السلبية على حياة السكان. إن سرعة التدخل وإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة يعدان خطوة حاسمة في الحفاظ على نظافة المدينة وسمعتها.