قضت غرفة الجنح التلبسية بابتدائية الجديدة، برئاسة القاضي حسن أبلول، أول أمس (الأربعاء)، بمؤاخذة بارون المخدرات الملقب ب "الفاسي" وحكمت عليه ب10 سنوات سجنا، بعد متابعته في حالة اعتقال، من قبل وكيل الملك بجنح الحيازة والاتجار في المخدرات وتصديرها ومحاولة تصديرها ونقلها واستعمال صفائح مزورة لمركبة ذات محرك والإرشاء ومغادرة التراب الوطني بطريقة غير قانونية . وأمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، في وقت سابق، بإيداع (ح.م) الملقب بالفاسي المتحدر من تاونات، السجن المحلي، إذ يعد زعيم وممون شبكة البارون حمدون، والذي تم إيقافه من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء بعد صدور مذكرة بحث في حقه على الصعيد الوطني، على خلفية الاشتباه في تورطه ضمن شبكة دولية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات. وتم الاستماع للملقب ب "الفاسي " في محاضر رسمية، وتقرر تمديد فترة الحراسة النظرية لمدة 24 ساعة، من أجل تعميق البحث معه، قبل تقديمه أمام الوكيل العام باستئنافية الجديدة، الذي قرر إحالته على وكيل الملك للاختصاص. وبعد استنطاقه من قبل نائب وكيل الملك، تقررت متابعته في حالة اعتقال، ثم إيداعه السجن المحلي. وكشفت مصادر "الصباح"، أن معلومات دقيقة وفرتها مصالح "ديستي" بعد مراقبة وترصد مكالمات هاتفية، حددت مكان وجود "الفاسي" ، ما قاد عناصر الفرقة الوطنية إلى إيقافه. وأكدت المصادر ذاتها، أن عناصر الفرقة الوطنية تواصل تحرياتها لإيقاف باقي المبحوث عنهم، والمتورطين ضمن الشبكة الإجرامية، المتخصصة في التهريب الدولي للمخدرات. ويعتبر إيقاف المهرب وزعيم الشبكة "الفاسي"، صيدا ثمينا لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد اختفائه عن الأنظار قرابة عشرة أشهر، ويعد الممول وزعيم شبكات التهريب الممتدة من المنصورية إلى سواحل الجديدة. وقادت التحريات، عن طريق استعمال أرقام هاتفية مختلفة كانت موضوع عمليات التقاط المكالمات الصادرة منها وإليها، إلى قناعة وجود شبكة اتخذت من السواحل الممتدة بين الوالدية وبوزنيقة، مرورا بالبيضاء، قاعدة لتنفيذ عمليات تهريب شحنات من المخدرات، عبر المسالك البحرية، وما تزال التقديرات والتحليلات متضاربة حول الامتداد الدولي لهذه الشبكة التي استطاعت، في ظرف وجيز، نسج علاقات متشعبة مع مسؤولين بإقليم الجديدة، إضافة إلى شخصيات تنتمي إلى عالم المال والأعمال ، ويتوفر العديد منها على مهام تمثيلية بدواليب الشأن الجماعي بإقليم الجديدة. وأضافت المصادر أن التحقيقات متواصلة على أكثر من واجهة، وبتدخل من مختلف المصالح الأمنية والاستخباراتية، للكشف عن الأسماء المتورطة أو المشتبه في علاقاتها بمجال تهريب المخدرات بالجديدة، إذ تم رصد بعض ممتلكاتها وأرصدتها وتنقلاتها، خلال المدة الأخيرة، إضافة إلى الثراء الذي بدت مظاهره على العديد من الأشخاص المشتبه فيهم، ما يرشح تورط شبكة من الأسماء الوازنة، بإقليمي الجديدة وسيدي بنور. واختفت عن الأنظار أسماء صدرت في حقها مذكرات بحث، وذكرت في محاضر ضباط الفرقة الوطنية، ضمنها أسماء سياسية بإقليم الجديدة. وينتظر أن تطيح عناصر الفرقة الوطنية بباقي الأسماء ضمن هذه الشبكة، التي توقف نشاطها خلال الآونة الأخيرة بسواحل الجديدة، إثر إيقاف عدد من المتورطين، في انتظار إيقاف أسماء أخرى، سبق أن صدرت في حقها مذكرات بحث على الصعيد الوطني.