إن الدينامية المتجددة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية والانتصارات الديبلوماسية المغربية التي حققتها المملكة المغربية، أصابت حكام الجزائر بالارتباك والصدمة النفسية؛ جعلتهم يتخذون قرارات انفعالية طائشة، لعل آخرها ما أعلن عنه وزير خارجيتهم في قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب اعتبارا من اليوم (الثلاثاء 24 غشت)، وهذا القرار الجزائري كان منتظرا، نظرا لطبيعة التلميحات والقرارات المتخذة من طرف حكام الجزائر في الشهور الأخيرة، وخاصة بعد أن تولى المدعو لعمامرة مقاليد وزارة الخارجية الجزائرية ، حيث نجد أن جل القرارات المتخذة مؤخرا كانت تسير في هذا الاتجاه، ولعمري أن الديبلوماسية الجزائرية التي ترتهن لنهج سياسة تنهل من قاموس الحرب الباردة، نجدها دائما لا تبحث عن حلول عقلانية وواقعية انتصارا للتاريخ المشترك، بل نجدها تتخذ دائما من عداء المغرب أيديولوجية ثابتة وموجهة لكل انشغالاتها الدولية والدبلوماسية، كما أن طبيعة صناعة القرار في الجزائر نجده يغرف من سياسة غير واقعية، بل يتبنى أفكارا تنهل - كما قلت قبلا- من قاموس الحرب الباردة، وبتمركز مفرط نحو الذات !! ما يجعلها تعاني من هذيان الزعامة الإقليمية الوهمية؛ ونجد أن حكام الجزائر باتخاذهم لهذا القرار يظهر أنهم يعيشون على هول الصدمة وإحباط كبيرين، مع العلم أن جل المراقبين والملاحظين كانوا ينتظرون ردا حكيما من حكام الجزائر يكون في مستوى الخطاب التاريخي الذي وجهه ملك البلاد بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، والذي دعا من خلاله حكام الجزائر إلى طي صفحة الماضي والانفتاح إلى مستقبل مشترك للعمل سويا دون شروط ،من أجل علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، وشدد الملك على أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين البلدين انتصارا للمواثيق الدولية والإقليمية والتاريخ المشترك.