اجتاحت الحشرة القرمزية مجموعة من المساحات الشاسعة المزروعة لنبات الصبار أو ما بعرف بالتين الشوكي، بعدد من دواوير جماعة أولاد حمدان بإقليم الجديدة، وألحقت أضرارا كبيرة بهذه الفاكهة، وحولتها حقولها إلى خراب، بعد أن كانت هذه النبتة الشوكية تزين الطبيعة بلونها الأخضر طيلة فصول السنة. كما حولت حياة المواطنين ايضا إلى جحيم بسبب هجوم هذه الحشرة على البيوت السكنية، لاسيما وأن أغلب حقول نبتة الصبار، توجد بجانب المنازل السكنية. و في هذا الصدد عبر مجموعة من الفلاحين بعدد من دواوير هذه الجماعة منها دوار المجدبة، الزكاكرة، أولاد السالمي، الوهاهسة، البريكات، الفلالحة و شرقاة...، عن استيائهم من الهجوم الشرس للحشرة القرمزية، التي انتشرت بسرعة كبيرة هذه السنة، فاقت كل التوقعات، و التي باتت تهدد الصحة وسلامة المواطنين. وقد صرح أحد الفلاحين المتضررين من دوار المجدبة ،في اتصاله ب "الجديدة 24 " بأن الحشرة القرمزية تهاجم البيوت السكنية و تتساقط بكؤوس الشاي و الأطباق الغذائية، وتعكر المياه الصالحة للشرب، مبرزا أن لها قدرة خارقة في القضاء على نبات الصبار، إذ أنها تقتات منه و تمتص سوائله، إلى أن يصبح جافا. كما صرح فلاح آخر من دوار أولاد السالمي، بنبرة كلها حزن وحسرة عميقة، "أن الفلاح خسر أهم منتوج غذائي طبيعي حيث كان عادة غذائية موسمية للساكنة ، و أنه كان يشكل سياجا يحمي منتوجاتهم الفلاحية داخل الحقول، وخلال ظروف الجفاف، كان الفلاحون يستعملونه كبديل لضمان استمرارية حياة أبقارهم و ماشيتهم ،إضافة إلى استعمالاته المتعددة منها استعمال جذوعه و بقاياه الميتة في عملية طهي الخبز و تسخين المياه من أجل الاستحمام . غير أن الحشرة القرموزية قد قضت على هذه الفاكهة الشوكية ، وحولت حياة السكان إلى جحيم، مما يستدعي التدخل العاجل، للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالجديدة، بتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية المعروف بONSSA وخاصة مصلحة الوقاية النباتية بالجديدة، من أجل القيام بعملية اجتثاث وقلع ثم دفن نبات الصبار المصاب بالدواوير المتضررة بتراب جماعة أولاد حمدان. و تجدر الإشارة إلى أنه خلال شهر غشت من السنة الماضية، قامت الجهات السالفة الذكر بعملية اجتثاث نبتة الصبار المتضررة بتراب جماعة أولا حمدان، غير أن الحقول الصبار التي لم تكن متضررة لم تشملها العملية، و هي التي أصيبت هذه السنة بشكل لافت للنظر ، وأصبحت تستدعي تدخلا عاجلا لاقتلاعها و اجتثاثها ،كونها أصبحت تهدد صحة وسلامة الساكنة.