زار، أمس الجمعة، عامل إقليمالجديدة محمد الكروج، رفقة ممثلي السلطات الإقليمية والمحلية والترابية، وشخصيات مدنية وعسكرية، مطعما (la cantina) بناه محسن من ماله الخاص، بمركز سيدي إسماعيل، حوالي 45 كيلومترا جنوب عاصمة دكالة، لفائدة تلاميذ العالم القروي. حيث اطلع على هندسته المعامرية المتميزة، ووقف، من خلال ورقة تقنية قدمها المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية للجديدة، على تجهيزاته ومعداته، وعلى الغاية الاجتماعية والتربوية المتوخاة من وراء هذا المطعم. وقد كانت الزيارة مناسبة لعامل الإقليم، الذي كان بلباس تقليدي، شارك فيها تلامذة العالم القروي طعام الكسكس داخل المطعم، في فترة الظهيرة من يوم الجمعة، والتي كان فيهأ التلاميذ يضطرون، إلى أمد قريب، للعودة يوميا إلى بيوتهم التي تبعد بكيلومترات عن مؤسساتهم التربوية، خارج مركز جماعة سيدي إسماعيل، أو كانوا يتخذون من جنبات الطريق، ومن تحت الأشجار، مأوى كان يأويهم من قسوة تقلبات أحوال الطقس، طيلة فصول السنة (البرد – الرياح – التساقطات المطرية – الحرارة..)، في انتظار حلول حصة الدراسة المسائية. هذا، وكان المسؤول الترابي الإقليمي محمد الكروج، زار، منذ حوالي سنة، جماعة سيدي إسماعيل، والتقى من باب الصدفة بتلاميذ من الجنسين، ينحدرون من دواوير وتجمعات سكنية، خارج مركز سيدي إسماعيل، ووقف على الظروف القاسية التي كانوا يقضون فيها أوقات فراغهم، سيما فترة الظهيرة، قبل العودة إلى حجراتهم للدراسة، في الفترة المسائية. وقد كان تدخل عامل الإقليم ناجعا في خلق فضاء تربوي واجتماعي بجميع المواصفات، بناه محسن على بقعة أرضية كائنة ترابيا ما بين مؤسستين تعليميتين بمركز سيدي إسماعيل، على مساحة تناهز 480 متر مربع، وهوذو طاقة استعيابية تزيد عن 800 تلميذا. فضاء متعدد الاستعمالات، يخصص كمطعم لتناول وجبة الغذاء، وكقاعة كبرى للاستراحة والمطالعة، والولوج إلى العالم الأزرق (الإنترنتيت). وبالمناسبة، فقد تكلفت التعليم بالجديدة بتجهيز هذا الفضاء، وبضمان توفير التغذية فيه لفائد تلاميذ العالم القروي، الذين يقطنون خارج مركز سيدي إسماعيل. هذا، واستطاعت السلطات التربوية والإقليمية أن تخرج هذه الفضاء، الذي يندرج في إطار الدعم التربوي والاجتماعي، بغية التشجيع على التمدرس والدراسة في العالم القروي، ومحاربة الهدر المدرسي، (أن تخرجه) إلى حيز الوجود، وتترجمه على أرض الواقع، في وقت قياسي، على إثر تسهيل المساطر التي قامت بها السلطات المعنية، وكذا، مواكبة سير أشغال البناء على قدم وساق، من قبل المدير الجهوي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء-سطات، عبد المومن طالب، الذي ظل يتردد، بمعية المدير الإقليمي لوزارة التعليم بالجديدة، عبد اللطيف شوقي، على ورش أشغال البناء، من أجل المواكبة والتتبع، وذلك منذ وضع حجر الأساس، وإلى غاية إجراء آخر اللمسات فيه. إلى ذلك، فإن هذا المطعم المتميز، والذي يعتبر فريدا من نوعه، ليس فقط على صعيد جهة الدارالبيضاء-سطات، وإنما على الصعيد الوطني، من المنتظر أن تعتمد مثله السلطات التربوية مركزيا وجهويا وإقليميا، وأن تعمد إلى تعميمه في العالم القروي بمختلف جهات المملكة، بغية تقوية الدعم التربوي والاجتماعي للمتمدرسين. ومن جهة أخرى، فقد كانت هذه الزيارة مناسبة قادت عامل الإقليم والوفد المرافق له، أمس الجمعة، إلى جماعة أولاد افرج، أعطت دفعة قوية للتسريع بوثيرة أشغال بناء دار الطالبة، وإنجاز التطهير السائل، وإعادة تأهيل الإنارة العمومية ب190 عمودا كهربائيا، يستفيد منها 13000 مواطنا من الساكنة، في 3 شوارع و22 زنقة. كما اجتمع المسؤول الترابي مع رجال السلطة المحلية لدى دائرة سيدي إسماعيل، واستمع، في إطار سياسة القرب، إلى المواطنين، لإيجاد حلول ناجعة واستعجالية لمشاكلهم.