بتنسيق محكم، استطاعت البحرية الملكية، والقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، في عملية مشتركة، جديرة بأفلام الإثارة الهوليودية، إنقاذ صياد بحري من موت محقق في عرض سواحل الجديدة. وحسب مصادر مطلعة، فإن بحريا دخل بمفرده، مساء أمس الثلاثاء، على متن قارب للصيد البحري، إلى منطقة (la rade) بالمحيط الأطلسي، على بعد أقل من ميلين (زهاء كيلومترين) من ميناء الجرف الأصفر، حوالي 15 كيلومتر جنوب مدينة الجديدة، من أجل استرجاع شباك الصيد، كان ألقى بها في أعماق البحر. ومن ثمة، فإن الصياد البحري يكون. قد خرق للتعليمات الصارمة من قبل السلطات المختصة، والنشرة الإنذارية، التي تمنع مغادرة ميناء الصيد البحري، بسبب رداءة أحوال الطقس السائدة في هذه الأيام. حيث إن لامبالاته ومغامرته غير محسوبة العواقب، عرضا حياته وسلامته للخطر. ولحسن الحظ أن بعض البحارة رصدوه من على بعد، من اليابسة حيث كانوا يتواجدون بالصدفة. واتصلوا لتوهم بالسلطات على رقم الهاتف 177. وقد كان رجال الدرك الملكي، تحت الإشراف الفعلي وقيادة المسؤول الأول لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، إلى جانب قائد السرية بها، أول المتدخلين الذين تم استنفارهم. وانطلقت، مع غروب شمس أمس الثلاثاء، عملية البحث عن الصياد المفقود، في عرض البحر، باستعمال زورقين بحريين من نوع (vedette). وبالموازاة، أشعرت القيادة الجهوية بالجديدة البحرية مركز الدارالبيضاء، وقامت بالتنسيق مع البحرية الملكية، ومباشرة عملية مشتركة، توقفت بحلول الظلام، الذي كان يحجب الرؤية، ويزيد من حجم الأخطار المحدقة، التي قد يتعرض لها المتدخلون. وقد تمت الاستعانة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، اليوم الأربعاء، بطائرة صغيرة (avion léger)، تمكنت من رصد الصياد المفقود، الذي قضى الليل على متن قاربه. ما مكن خفر السواحل من الاتجاه إلى النقطة البحرية المحددة، ومن ثمة إنقاذه في الوقت الحاسم، بعد أن بدأت التقلبات الجوية تتدهور بشكل متسارع، وأصبحت الرياح العاتية والأمواج الضخمة، بارتفاع يناهز 5 أمتار، تتقاذف قاربه. وقد جرى نقل الصياد الذي تم انتزاعه من موت محقق، إلى مدينة الدارالبيضاء، حيث تلقى العلاجات الطبية في المستشفى.